عبدالقادر شهيب أرجوألا يتصور أحد خطأ أن الحرب التي نخوضها مع جماعة الاخوان قد انتهت بقرار حكومة الدكتور الببلاوي اعتبار هذه الجماعة ارهابية.. فالنتيجة الوحيدة الظاهرة والملموسة التي تمت حتي الآن لهذا القرار هي مجرد وقف طباعة جريدة حزب الجماعة المسمي بالحرية والعدالة.. صحيح ان القرار يغلق باب التصالح السياسي مع الاخوان الذي حرص بعض وزراء حكومة الببلاوي علي ان يظل مواربا، ولعل هذا هو سبب اعتراض واشنطن عليه.. إلا أن تنفيذ هذا القرار يحتاج لمطاردة نشطة للتنظيم الاخواني لتفكيك هذا التنظيم وتجفيف منابع تمويله وهذا عمل كبير ويحتاج لوقت ليس بالقليل. فنحن ازاء تنظيم اتيح له النمو المضطرد علي مدي عقود عدة ومنذ السبعينيات من القرن الماضي وحتي بضعة أسابيع مضت.. المجال مفتوح امامه للعمل والنشاط والتوسع.. والمطاردات التي كان يتعرض لها عدد من قياداته وكوادره طوال نحو نصف قرن كانت محسوبة وبقدر وأشبه بقرص الأذن، ولم تعق نموه المضطرد. وقد حدد مدير جهاز المخابرات المصرية في حديث له لصحيفة أمريكية عدد اعضاء هذا التنظيم بنحو 800 ألف عضو.. وهؤلاء ملتزمون بتنفيذ التعليمات التي تصدر لهم لانهم تربوا علي السمع والطاعة.. اما ما يملكه هذا التنظيم من أموال فهي ضخمة بعضها يحتفظ به قادة التنظيم داخل مصر وأغلبه موجود في الخارج.. وعمليات نقل الاموال من الداخل الي الخارج ليست صعبة في ظل الدعم الذي يلقاه الاخوان من بعض القوي الاقليمية والعالمية، وعلاقات التحالف التي نسجوها مع عدد من الجماعات الارهابية المختلفة وفي مقدمتها تنظيم القاعدة. ويضاف الي ذلك ان الأسلحة التي في حوزة هذا التنظيم الاخواني والجماعات التي يتحالف معها ضخمة، في ظل تهريب مخطط للسلاح عبر أنفاق غزة لسنوات عديدة مضت، ثم التهريب الجديد عبر ليبيا. وهكذا فإن هذا التنظيم الاخواني مازال يملك اسباب البقاء علي قيد الحياة في المدي المنظور، رغم كل الضربات الامنية التي تعرض لها وطالت معظم قيادات الصف الاول له من اعضاء مكتب الارشاد ومجلس الشوري والمكاتب الادارية.. وهذا لا يعني بالمرة ان هذا التنظيم الاخواني قادر علي ان يعود ليحكمنا بالاكراه مجددا، فهذا صار من المستحيل.. ولكن هذا يعني ان التنظيم الاخواني مازال قادرا علي ايذائنا وإيلامنا من خلال القدرة التي يحتفظ بها علي تنفيذ مؤامراته ضدنا. وهنا يصير من الضروري ان تترجم حكومتنا قرارها باعتبار الاخوان جماعة ارهابية بإجراءات عملية لتفكيك هذا التنظيم وتجفيف منابع تمويله، لا ان تكتفي بتصدي الأمن للاخوان عندما يخرجون للشوارع.. ولن تنجح الحكومة في ذلك إلا بامتلاك سلاح المعلومات عن هذا التنظيم الإرهابي.. بالمعلومات نقضي علي هذا التنظيم وندفنه للأبد.