يقول المولي عز وجل في كتابه الكريم «المال والبنون زينة الحياة الدنيا» ولكن هذه الزينة «وهي البنون» تحولت في أيامنا هذه إلي نقمة، بعد أن أصبحت سلعة تباع وتشتري يستخدمها كل من تسول له نفسه استغلالها أسوأ استغلال لتحقيق أغراضه. وهي كما نري معظمها أغراض غير بريئة، لا أدل علي ذلك من المشهد الذي رأيناه في التليفزيون لواحد من القيادات الأمنية بعد استشهاد العميد طارق المرجاوي وهو يصرخ منددا بمن يدخلون أطفالا لا تزيد أعمارهم عن العشر سنوات الحرم الجامعي لاستخدامهم في إلقاء المولوتوف والشماريخ وحتي الخرطوش وإشاعة الفوضي والعنف. الإسلام يعتبر الأطفال صمام الأمان في حفظ وصيانة الأمة حتي ان الرسول صلي الله عليه وسلم يقول: «إذا أراد الله عز وجل بالعباد نقمة أمات الأطفال وأعقر أرحام النساء فتنزل فيهم النقمة وليس فيهم مرحوم» بل ان الله سبحانه وتعالي يرحم الأمة التي يوجد فيها الأطفال حيث يقول صلي الله عليه وسلم: »لولا عباد ركع وصبية رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا ثم رض رضا». من هنا رتبت الشريعة الإسلامية للأطفال حقوقا تبدأ حتي قبل أن يروا نور الحياة، وقبل زواج والديهم، بأن يحسن كل منهما اختيار الآخر لأن ابنهما سيكتسب منهما صفاته الوراثية وتتحدد له البيئة التي سينشأ فيها والعناية والرعاية التي سيلقاها. ومن حقه وهو جنين في بطن أمه أن يلقي الرعاية الصحية بأن تهتم أمه بصحتها وتغذيتها وأن يهتم والده بالانفاق عليها، وحرصا علي حياته حرم الإسلام الإجهاض إلا إذا كانت الأم في خطر محقق علي حياتها، وإذا جاء إلي الحياة أصبح من حقه أن ينعم بحب والديه ورعايتهما له دون تفرقة بين ولد وبنت وحتي يحث الله سبحانه الوالدين علي حسن رعاية الأبناء جعل ثواب حسن التربية والرعاية لهم خاصة البنات دخول الجنة، ولحرص الإسلام علي أن ينشأ الطفل في عزة وكرامة، جعل من أهم حقوقه الانتساب إلي أبويه فقال تعالي: «ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله»، وقد يعرف الطفل أبويه ولكنه أيضا قد يفقدهما فيصبح يتيما أو لقيطا، فهل تضيع حقوقه؟! بالتأكيد لا، فقد اهتم الإسلام اهتماما خاصا باليتيم، فجعلت الدرجات العلي في الجنة منزلا لمن يكفل اليتيم بنية خالصة.