كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية، كلما أطلقت جماعة الإخوان يدها المليئة بالدماء لتصبح أكثر عنفاً، تتقلب وتتلون خططها كالحرباء، تخطف الأبصار من شمال مصر إلي جنوبها، ويزداد المشهد وضوحاً إذا أعملنا العقل وتم الربط بين أحداث الفتنة الطائفية في ماسبيرو، ومروراً بأحداث استاد بور سعيد، وحتي ماحدث بين أهل النوبة وقبيلة الهلالية.... ماذا تريد جماعة الإخوان التي أطلقت يدها في ممارسة كل أدوات الشر في كل بقاع مصر لتشتيت الجهد الأمني من القاهرة إلي المحافظات وحتي الحدود، واحترفت اللعب الإعلامي الموجه للغرب لإظهار مصر علي غير حقيقتها، أعداد قليلة تعد بالآلاف تثير الفتن والشغب بين 86 مليون مصري كرهوا وجودهم بعد أن اكتشفوا حقيقتهم الدموية، وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية كلما ازدادت الجماعة عنفاً وتنوعت سيناريوهاتها في محاولة منها لأن تبقي مصر مليئة بالأزمات، أمس الأول أصدر المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة دراسة موسعة عن " سيناريوهات تعامل الإخوان مع الانتخابات الرئاسية ونتائجها "، بعد أن أعلنت بعض قيادات تحالف دعم الإخوان أن الجماعة أجلت إعلان موقفها من الانتخابات حتي غلق باب الترشح لاحتمال ظهور مستجدات سياسية ليظل قرار مشاركة الإخوان أو عدمه معلقًا في انتظار التوصل إلي موقف موحد لقيادات الجماعة في الداخل وفي الخارج. وإذا ما اقتصرت المنافسة الانتخابية علي المشير السيسي، وحمدين صباحي، اللَّذَيْن يُمثلان وفقًا لوجهة نظر الإخوان نفس التيار الناصري بفكره وبموقفه منهم، فإن سيناريو المقاطعة ورفض التصويت لأيٍّ من المرشحين المحتملين هو الوارد، لكن ظهور مرشح آخر قد يدفعهم للتصويت في صالحه حتي يصبح عدد الأصوات التي يفوز بها أي من المرشحين المتنافسين هي أقل من الأصوات التي حصل عليها محمد مرسي في انتخابات 2012، وأوضحت الدراسة أن كل أطراف تنظيم الإخوان في الداخل والخارج سيعمل بكل الطرق بالضغط لتحقيق المسار الذي يراه كل منهم المنقذ لمستقبل الجماعة، وأشارت إلي ثلاثة سيناريوهات ستقوم بها الجماعة في التعامل مع الانتخابات، المقاطعة أو المشاركة المحدودة أو المشاركة المرتبطة بالعنف، والخيار الثالث يدعمه الهاربون من الإخوان وقيادات التنظيم الدولي وستقوم علي تنفيذه حركة شباب تنظيم الإخوان في داخل الجامعات أو خارجها بالإضافة إلي بعض القطبيين وبعض أعضاء تحالف دعم الشرعية، وهذا السيناريو يعني تصعيدًا لا يتوقف بانتخاب الرئيس الجديد حيث يتحمل ارتكاب عمليات العنف الجماعات الصغيرة التي تكونت بشكل عشوائي بعد أحداث فض اعتصامي رابعة والنهضة بغرض الانتقام ثم أصبحت منظمة وتعمل وفق خطط وتعليمات وقيادة وتحت أسماء مختلفة، ماجاء بالدراسة يعبر عن الواقع الفعلي لما تقوم به جماعة الإخوان في مصر ويؤكد، كما جاء بها، أن المسار الحركي للجماعة في الشارع منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة يعطي مؤشرات علي العوامل التي ستؤثر في أسلوب تعاملها مع نتائج الانتخابات الرئاسية، وأول هذه العوامل، ضعف قدرة الجماعة علي الحشد في الشارع، حيث أصبحت حشودها لا تزيد عن 15 ألفًا مهما كانت المناسبة، والدليل علي ذلك فشلها في الحشد لذكري 19 مارس، مما أصاب قياداتها بالإحباط، من ناحية أخري فإن عدداً كبيراً من أعضاء الجماعة وأنصارها الذين ظلوا لفترة طويلة بعد عزل محمد مرسي متمسكين بخط الجماعة، قد اختاروا النأي بأنفسهم عن المسار الصدامي ومن المتوقع أن تأخذ هذه المجموعة موقف المراقب عن بعد ومحاولة التعايش مع النظام السياسي الجديد، وأشارت الدراسة أن التداخل بين سلوك الجماعة وسلوك التنظيمات الإرهابية التي تساندها، وتتحمل مسئولية ارتكاب أعمال العنف، من المنتظر أن يعرض الجماعة إلي تشققات داخلية كبيرة تفوق ما يحدث بداخلها، وبشكل عام، فإن حصار الجماعة من النظام السياسي في مصر، إضافة إلي وقوعها تحت ضغط في بعض الدول الأخري سوف يدفع كثيراً من أعضائها للسكون، ولذلك قد يأخذ موقف الجماعة بعد الانتخابات الرئاسية مسارات أخري مثل التحول إلي جماعة خارج إطار النظام السياسي، وعدم الاعتراف بالوضع الجديد، بعد أن كانت تلعب دور المعارضة لكل الأنظمة السابقة، أو عدم الصدام مع النظام الجديد والدخول في حالة من الترقب والانتظار يصاحبها تشرذم الجماعة وانقسامها أو لجوء بعض أفراد الجماعة من غير الذين ارتبطت أسماؤهم بالعنف والقتل إلي محاولة إنقاذ ما تبقي من سمعتها عن طريق الاندماج في الحياة السياسية أو العامة تحت أسماء جديدة وبقيادات جديدة، وقد كان ذلك المسار الذي اختارته بعض الأحزاب الدينية في الجزائر خصوصًا أحزاب حركة "حمس" التي اندمجت في الحياة السياسية تحت مظلة حكم الرئيس بوتفليقة، بل استطاعت أن تصبح بعد فترة جزءًا من الحكومة.