قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ترغب في مواصلة محادثات السلام مع الفلسطينيين لكن "ليس بأي ثمن"، وأشار أثناء اجتماع أسبوعي للحكومة إلي أن إسرائيل سترد بخطوات من جانبها إذا مضي الفلسطينيون قدما في خطوات من جانب واحد تجاه اعلان قيام دولة. وكانت مساعي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الرامية لإعادة محادثات السلام إلي مسارها تعثرت الأسبوع الماضي بعدما تراجعت إسرائيل عن الإفراج عن الدفعة الأخيرة من بين 104 أسري فلسطينيين تعهدت بالإفراج عنهم في اتفاق قاد إلي استئناف المفاوضات قبل تسعة أشهر، وهو ما دفع القيادة الفلسطينية إلي توقيع طلبات انضمام إلي 15 اتفاقية ومعاهدة دولية معظمها عبر الأممالمتحدة. وقال نتنياهو في أول تصريحات علنية له منذ الأزمة "بهذا يكون الفلسطينيون انتهكوا بشكل أساسي التفاهمات التي تم التوصل إليها عبر التدخل الأمريكي"، في إشارة إلي الوساطة الأمريكية لدفع مفاوضات السلام. وقال نتنياهو "سيقيمون دولة فقط عبر المفاوضات المباشرة وليس من خلال الاعلانات الجوفاء أو الخطوات من جانب واحد والتي ستدفع اتفاق السلام بعيدا." وواجهت المحادثات صعوبات منذ أن بدأت في يوليو وتعثرت بسبب المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالشرقية التي لا تحظي باعتراف دولي، وبعد معارضة الفلسطينيين لطلب إسرائيل الاعتراف بها كدولة يهودية. وجاءت تصريحات نتنياهو قبيل اجتماع لمفاوضين إسرائيليين وفلسطينيين في القدس بحضور المبعوث الأمريكي مارتن انديك في محاولة لمنع انهيار المفاوضات. ويأتي الاجتماع بينما تجري واشنطن تقييماً لدورها في عملية السلام. وكان مسئول ملف المفاوضات في السلطة الفلسطينية صائب عريقات قد أعلن أن القيادة الفلسطينية ستعلق طلبات انضمام إلي 48 معاهدة اخري إذا تراجعت عن قرارها وأفرجت عن الدفعة الرابعة من الأسري الفلسطينيين، لكنه أكد أن القيادة لن تتراجع عن طلبات الانضمام الخمسة عشر التي تقدمت بها بالفعل. ودعت وزيرة العدل الإسرائيلية والمسئولة عن المفاوضات مع الفلسطينيين تسيبي ليفني إلي تكثيف اللقاءات المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين ومن بينها لقاء بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس. واتهمت وزير الإسكان أوري اريئل المنتمي لحزب البيت اليهودي بأنه تعمد عرقلة المفاوضات مع الجانب الفلسطيني من خلال الإعلان عن عطاءات لبناء مستوطنات جديدة.، في حين قال وزير الإسكان إن ليفني تبحث عن ذريعة لتبرير فشلها في المفاوضات مع الفلسطينيين. في تطور آخر، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون أهمية التنسيق الأوروبي العربي خصوصا مع السعودية لإرساء السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، وقالت في حوار مع صحيفة عكاظ السعودية إن بنود المبادرة العربية للسلام مازالت قابلة للتطبيق لإنهاء الصراع في المنطقة. في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية سلسلة غارات جوية علي أهداف في قطاع غزة دون أن تسفر أي منها عن وقوع إصابات، وأوضح شهود عيان أن الغارات استهدفت مساء يوم السبت موقعي تدريب أحدهما لسرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الإسلامي) بينما يتبع الآخر لكتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) في مدينة خان يونس.