غداّ نتذكر فئة تعيش بيننا.. قدر لها أن تعاني الحرمان من حنان الأم أو عطف الأب أو كليهما معاّ.. أنهم الأيتام الذين وجدوا أنفسهم بعيدا عن ينابيع الحب والحنان فسالت دموعهم وحرموا من جو الأسرة التي كان يجب أن يتمتعوا فيها بالحياة الكريمة والطبيعية دون أن يكون لهم دخل في هذا اليتم الذي فرض عليهم وجعلهم يواجهون الحياة بلا سند أو معين. نعم غدا يوم اليتيم هذا الإنسان المحروم والذي أوصانا به الرسول (ﷺ) بأن نرعاه ونحسن إليه ونقدم له كل ما نستطيع لنعوضه عن غياب أبويه أو أحدهما ويكفي أن الرسول (ﷺ) قال إن من شارك اليتيم في طعامه وشرابه دخل الجنة ثم أوصانا بضرورة كفالة اليتيم أي الإنفاق عليه بقوله الكريم:أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة وأشار بأصبعيه السبابة والوسطي..ولعل أجمل ما في أحتفالنا بيوم اليتيم هو محاولتنا بكل الطرق إدخال السرورعلي الأيتام سواء كانوا في دور الأيتام أو الملاجئ أو حتي في بيوت الأسر البديلة من خلال تقديم الهدايا والحلوي والملابس لهم وأن نقضي معهم أكبر وقت ممكن نتحدث اليهم في ود وحب لعلنا نستطيع أن نذيب مشاعرهم البائسة بأنهم وحدهم في الحياة وأن نشعرهم أننا أسرة لهم نستطيع أن نحتوي مشاعرهم الحزينة ونمسح دموعهم الغزيرة وندخل البهجة والسرور في قلوبهم العليلة.. علينا أن نشعرهم أن هذا اليوم هو يومهم وأن الحياة سوف تعوضهم ما أخذتهمنهم..إن المشاركة في حفل غنائي يدخل الفرحة علي هؤلاء الأيتام سوف يجعلهم يستقبلون كل الأيام القادمة وهم قادرون علي مواجهه الصعاب والوحدة أو غياب الجو الأسري..وهنا نتذكر هذا الدور الكبير الذي تلعبه منظمات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية التي تسعي وتعلن دائما عن رعايتها لهؤلاء الأطفال الأيتام وأن تقف بجوارهم لاستكمال تربيتهم وتعليمهم حتي يشبوا شباباّ قادرين علي المشاركة في العمل والأنتاج من أجل مصر وحتي لا يقعوا فرائس سهلة للفشل الاجتماعي المتمثل في أطفال الشوارع والعصابات التي تنشر الحقد والغل ضد المجتمع في كل مكان..علينا في هذا اليوم أن ننتهز فرصة كفالة اليتيم من بين هؤلاء الذين تمتلئ بهم دور الرعاية الاجتماعية وأن يختار كل منا طفلا يتكفل بدفع قسط شهري لهذا الطفل حتي يترعرع وينمو إنسانا سويا ويكون أبنا طيبا له يفتخر به ولعل هذا أفضل أنواع الصدقة الذي وصانا به الإسلام..إن يوم اليتيم يجعلنا نتذكر أننا جميعا أيتاما لأن معظمنا قد يكون فقد الأب أو الأم ولكنه أيضا في يوم اليتيم يشعر أنه في حاجه الي والده أو والدته وحتي لو كان كبيرا في السن وحقق كل آماله في الحياة إلا أنه في هذا اليوم يعود لمشاعر الطفل المحروم ويحن الي الحضن الذي تربي عليه والي الكتف الذي أستند عليه ومن منا لا يتذكر هذين العظيمين اللذين كانا السبب في وجوده في الحياة..أننا في يوم اليتيم ندعو الله أن يرحم أمواتنا ويقوي سواعد أيتامنا ويجعلنا قادرين علي توفيرالحماية والرعاية الأجتماعية لهم في كل مكان.