المفترض أن يكون استفتاء القرم قد جري بالأمس - الأحد 16 مارس - وشارك فيه 2 مليون من أهالي شبه الجزيرة لكي يختاروا بين الاستقلال أو الانضمام إلي روسيا. وفي الحالة الثانية ستوضع فلول الجيش الاوكراني أمام الاختيار بين مغادرة القرم أو الحصول علي الجنسية الروسية. والمعروف ان محادثات وزير الخارجية الامريكي جون كيري مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في لندن قد فشلت، كما ان موسكو استخدمت حق الفيتو ضد مشروع قرار غربي في مجلس الأمن ينزع الشرعية عن الاستفتاء. ولا يشعر زعماء الغرب بالتفاؤل ازاء احتمال تراجع الرئيس الروسي بوتين عن ضم القرم عقب الاستفتاء.. رغم العقوبات، بل ان موسكو تستعد لتوقيع عقوبات مماثلة علي الدول الغربية. ويعقد المسئولون في حلف الاطلنطي والاتحاد الاوروبي اجتماعات علي مدار الساعة، وترسل واشنطن تعزيزات عسكرية إلي بولندا ودول البلطيق، كما يرسل البنتاجون 25 ألف وجبة طعام جاهزة إلي أوكرانيا، ويعلن وزير خارجية ألمانيا فرانك شتاينمر »ان هذه أخطر أزمة عالمية منذ سقوط سور برلين«.. ومع ذلك يقول أحد جنرالات حلف الاطلنطي: »من الناحية العسكرية، فإننا خسرنا القرم بالفعل، والجيش الاوكراني لا يستطيع القتال في حرب خاسرة«. والحقيقة ان عهود الفساد تركت اوكرانيا بلا قدرات عسكرية علي الاطلاق، بل ان البلاد مفلسة والخزانة خاوية، ولا توجد أي استثمارات أجنبية، ونصف اقتصاد اوكرانيا غير شرعي، ونصف ثروتها في أيدي قلة من ملوك المال الذين يستنزفون الاقتصاد لحسابهم الخاص. وفي الوقت نفسه، فإن روسيا نشرت عشرة آلاف جندي في عدة مواقع علي الحدود الروسية - الاوكرانية، كما استولت علي معظم القواعد العسكرية في القرم، اما القواعد القليلة الباقية تحت السيطرة الاوكرانية.. فانها تحت الحصار الروسي. وهناك في الغرب من لا يستبعدون ان تتكرر احداث القرم في اوكرانياالشرقية عقب احداث مدينتي »دونتسك« و »خاركيف« قرب الحدود الروسية حيث دبرت العناصر الفاشية مصادمات أسفرت عن وقوع ضحايا. والآن يستعيد رئيس جورجيا السابق ميخائيل ساكا شفيلي - الموالي لامريكا - حديثا تليفونيا أجراه مع الرئيس فلاديمير بوتين في عام 2008 عندما احتشدت القوات الروسية لاجتياح شمال جورجيا ردا علي محاولة رئيس جورجيا الاستيلاء علي اقليم روسيتيا الجنوبية المستقل. وكان الاخير يحذر الرئيس الروسي من أن الغرب غاضب بشدة بسبب تحركات روسيا العسكرية، ويقول له: ألم تتابع كل تلك البيانات الصادرة في الغرب والتي تندد بتحركاتكم؟ ورد عليه بوتين قائلا: »نعم، هناك الكثير من القصاصات الورقية التي تندد بموقفي.. لماذا لا تجمع هذه الوريقات وتضعها في مؤخراتهم«؟! وبعد احتلال القوات الروسية لمساحات من جورجيا في اغسطس من ذلك العام وتصريح السناتور الامريكي المتهور جون ماكين بقوله: »كلنا الآن جورجيين« »!« قال بوتين لرئيس جورجيا: »أصدقاؤك الغربيون سوف يقدمون لك وعودا وردية، ولكنهم لن يفعلوا شيئا. أما أنا.. فإنني لن أعدك باشياء وردية ولكنني سأنفذ ما أعد به«.. وهو ما حدث بالفعل. وفي هذه الايام.. يقول بوتين للصحفيين.!! »انهم - زعماء الغرب - يجلسون هناك علي ضفاف البركة كما لو كانوا في المختبر.. ويقومون بإجراء كل انواع التجارب علي الفئران.. دون ان يدركوا العواقب التي تنجم عما يفعلونه«! انه يقصد ب »الفئران«.. عناصر القيادة الاوكرانية الجديدة التي تولت السلطة الآن في كييف، والتي يري بوتين انها تحت سيطرة واشنطن وتخطط لعضوية اوكرانيا في حلف الاطلنطي حتي يكون الحلف علي أبواب موسكو!! ومنع قيام دولة عظمي تربط بين اوروبا وآسيا. كلمة السر: حق الشعوب في تقرير مصيرها