يقول المولي عز وجل في كتابه العزيز «ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله الا القوم الخاسرون». جاء ذلك علي لسان سيدنا يعقوب مخاطبا ابناءه ان يذهبوا ويبحثوا عن ولديه يوسف وأخيه، وفي موضع آخر وصف الله سبحانه وتعالي اليائسين منه بالقوم البور في قوله تعالي: «بل ظننتم األن ينقلب الرسول والمؤمنون إلي أهليهم أبدا وزين ذلك في قلوبكم وظننتم ظن السوء وكنتم قوما بورا» وبذلك ربط سبحانه وتعالي بين الامل والفلاح وبين اليأس والخسران والبوار، فلولا الامل ما بني بان ولا غرس زارع وما حققت البشرية أي تقدم او حضارة، ولذا يقول الحكماء، اذا فقدت مالك فقد ضاع منك شيء له قيمة، واذا فقدت شرفك فقد ضاع منك شيء لايقدر بقيمة، واذا فقدت الامل فقد ضاع منك كل شيء ويقول ونستون تشرشل: يري المتشائم الصعوبة في كل فرصة، أما المتفائل فيري الفرصة في كل صعوبة، وقال ابن القيم في القلب حزن لا يذهبه الا السرور بمعرفة الله، أسوق كل هذه الاقوال لكل من أحاط به اليأس من صلاح الاحوال وضاقت به السبل ونسي الامل في رحمة الله فخرج مضربا ومطالبا ومعطلا الانتاج، لقد ظهرت أخيرا في الأفق مبشرات الفلاح مع بداية عمل الوزارة الجديدة، أهمها كما أراها ويراها الكثيرون، انها حكومة لا تحب الجلوس في المكاتب حكومة تنزل الي الشارع، تري الناس ويراها الناس، وعندما يري المواطن المسئول ويتأكد ان شكاواه ومطالبه تصل إليه دون وسيط يطمئن ويذهب عنه اليأس والاحباط، لذا رأينا عمال المحلة الكبري تتعانق أيديهم مع أيدي رئيس الوزراء، ويهدأون بعد ان وقف بينهم رئيس الوزراء الدكتور ابراهيم محلب يعدهم بحل مشاكلهم وعودة عجلة شركات الغزل للدوران من جديد، وانه لن يذهب الي ابنائه قبل وصول الغزل لتشغيل المصانع بكامل طاقتها، وقد كان ذلك من أهم مطالب العمال، بعد ان ضجوا بالشكوي من توقف المصانع التي قضوا فيها حياتهم، لم يذهب محلب وحده لمخاطبة العمال، ولكنه اصطحب معه وزراء التنمية المحلية والاوقاف والقوي العاملة والتخطيط والتعاون الدولي ومحافظ الغربية، حتي يدرك العامل والمواطن انه جاد في كل ما يقدمه ويعد به من حلول وحتي تكون هناك اجابات شافية علي تساؤلات ومطالب العمال، سمع العمال خطابا جديد كله صدق وشفافية وأمانة، فقد عرض عليهم ما تواجهه الامة ولكنه اكد علي وجود الخطط التي تقدم الحلول، فقط مطلوب الصبر، لقد صبرنا سنوات وسنوات، فليس بالكثير علي بلدنا مصر ان نصبر شهورا حتي يستعيد البلد عافيته، نحن نتمسك ببارقة الأمل التي ظهرت في اداء الوزارة الجديدة، ونتمني ان يستمر هذا الاداء بهذه الروح لأنه وحده بعون الله القادر علي لم شمل وشتات الامة وادخال المخربين والخونة والعملاء الي جحورهم من جديد.