صالح الصالحى لعل ما تضمنه مشروع قانون الانتخابات الرئاسية المزمع اصداره قريبا من عدم تحصين قرارات لجنة الانتخابات، والسماح بالطعن علي قراراتها النهائية أمام المحكمة الإدارية العليا هو التطبيق الصحيح والسليم لدستور 2014.. والذي أكد علي عدم جواز تحصين أي قرار من رقابة القضاء. علي أية حال فإن المشروع يجب أن ينظم مسألة الطعن وفقا لما يتماشي مع هذا المنصب الرفيع.. وحتي لا يتحول الطعن إلي مجرد شو إعلامي من البعض.. أو ابتزاز وتهديد لمنصب الرئيس من البعض الآخر ويجعل من يفوز في الانتخابات يجلس علي كرسي الحكم وهو قلق. لابد أن ينص القانون صراحة علي مواعيد محددة للطعن وصدور حكم المحكمة.. بما لا يزيد عن 60 يوما.. وأن حق الطعن مقصور علي من خاض الانتخابات الرئاسية فقط.. وانه لا يجوز لقلم كتاب المحكمة قبول طعون من الناخبين بحجة ان لهم مصلحة.. لاننا اذا فتحنا هذا الباب لوجدنا أنفسنا أمام ملايين الطعون. هذا من ناحية.. ومن ناحية أخري يجب أن ينص القانون صراحة دون لبس أو لف ودوران.. علي اعلان ثروة كل من يتقدم للترشح للرئاسة وزوجته وأبنائه القصر.. ولا يكتفي بتقديم اقرار الذمة المالية ضمن أوراق الترشح.. باعتبار ان هذا الاعلان من حق الناخب.. كما أنه يضفي مزيدا من الشفافية والمصداقية علي شخص المرشح. مع السيسي وبعيدا عن مشروع القانون.. وليس بعيدا عن الانتخابات الرئاسية.. لمحت هجوما ضاريا ينال من أشخاص، ويتناولهم بالسب والقذف لمجرد أن أحدا صرح بأنهم سوف يخوضون الانتخابات الرئاسية، في مواجهة المشير عبدالفتاح السيسي.. دون أي مبرر لذلك.. خاصة أن ترشح هذا أو غيره.. لن ينتقص من شعبية المشير السيسي أو يقلل من حب الناس له.. هذا بالإضافة إلي أن ترشح شخص أو عدة أشخاص ضد المشير السيسي فرصة جيدة ليعرف كل واحد حجمه ومدي شعبيته بين المواطنين.. ولعلها فرصة أيضا ليتواري خجلا وخزية بعد الانتخابات. وبهذه المناسبة طاردتني بعض الاسئلة.. ماذا لو اختلف أحد أو اعترض علي بعض ما سيعلنه المشير السيسي كبرنامج انتخابي له؟ بعد ان يرشح نفسه لانتخابات رئاسة الجمهورية بالفعل.. فهل سيقابل بهجوم »أرض جو« كاسح من مؤيدي وعشاق المشير؟ وماذا لو انتقد البعض قرارات المشير أو تصرفاته بعد ان يصبح رئيسا؟ فهل سيتم الفتك به من قبل مريديه؟ مع العلم ان المشير الزعيم رغم حنكته وذكائه وجسارته بشر قد يخطيء ويصيب.. وعلي المخلصين ان يعينوه علي قدره.. لان هذا لا يعني ان من يقدم النصيحة ضده أو يكرهه.. اطرح هذه الاسئلة الآن. حتي يقف كل منا أمام نفسه. وان يراجع نفسه قبل أن يطالب غيره بذلك.. لقد أصبحنا جميعا متعصبين ومتشددين ولا نقبل الاختلاف أو حتي الحوار.. وأصدرنا حكما مسبقا علي من يعارضنا بانه عدوا لنا.. ونضعه في خندق المغضوب عليهم.. ونخرجه من ملة المصريين لندخله ملة الإرهابيين.. لابد ان نبتعد عن التطرف حتي في مشاعرنا ومواقفنا.. ونتحلي بالسماحة والحب والعدل.. ففيهم الخلاص.