آخر حوار كان مع الاستاذ سعيد اسماعيل منذ أسبوع حيث تناقشنا تليفونيا في الاوضاع السياسية ومشاكل وقضايا مصر التي كان يخاف عليهافي السنوات الاخيرة بشكل يفوق كل تصور. تحدثنا في موضوع آخر يوميات كان قد نشرها بأسلوبه الجذاب المشوق وكنت أحرص علي قراءتها ومناقشته فيما يكتب واتعلم منه منذ كنت طالبا بكلية الاعلام وكان يدرس لنا فن الاخراج الصحفي. سألته مارأيك في الكتاب الذي قرأته عن السادات وكامب ديفيد ولماذالم تكتب عنه وتنقده كما اتفقت معي، خاصة انك ابديت اعجابك بالكتاب بصورة رائعة، ثم فوجئت بعدم النشر في اليوميات.. قال بصراحة انا من عشاق السادات والكتاب يقدم نقدا له وانا اختلف مع هذا النقد لانه كما تعلم ان هناك علاقة روحية تربطني بالرئيس السادات. فقلت له لقد تعلمت منك أن الخلاف لايفسد للود قضية.. فاذا به يقرر.. خلاص أنا إن شاء الله سأنشر رأيي في الكتاب- خاصة انني قد انتهيت من قراءته- في اليوميات القادمة!! ضحكنا واغلقنا التليفون.. ولم اكن اعلم انني لن اسمع صوت واستاذ الاجيال سعيد اسماعيل مرة أخري! في منتصف السبعينات اصطحبني من يدي طارقا مكتب استاذنا العظيم موسي صبري طالبا منه تعييني فورا عندما علم انني اعمل وأحقق نجاحات وانفرادات صحفية اشاد بها الجميع دون ان اكون معينا ولا أتقاضي حتي مكافأة، فما كان من استاذنا موسي صبري الا ان أصدر قرارا بتعييني بمرتب اكبر من كل زملائي.. كما كان الاستاذ سعيد هو اول المهنئين بحصولي علي جائزة مصطفي امين في التفوق الصحفي. كان يحب النجاح ويشجع الشباب حقا رحم الله الاستاذ بقدر ما قدم لمهنة الصحافة.