الذي يقرأ العنوان يتصور ان للكاتبة الصحفية الموهوبة بهية حلاوة ديوانا في الشعر وهو لا يعرف أن »ديوان« هو اسم مجلة تصدر عن مؤسسة الأهرام وهي تحمل معها عطر الزمن الجميل.. ومن يقرأ مقال رئيسة التحرير يعرف هوية هذه المجلة.. فلم تخطئ بهية حلاوة عندما اختارت لمقالها عنوان »العراقة أصل.. والانتماء صدق«. وقد وقفت طويلا أمام هذا الاصدار الراقي الذي يجسد صورة الاصالة والعطاء في حياتنا فإذا كانت الكاتبة قد فاجأتنا بمجلة »ديوان« فهي بهذا الاصدار قد وضعتنا في حرج امام أنفسنا بعد أن أصبحنا امام مسئولية كبيرة تجعلنا نعيد حساباتنا في بعض الاصدارات الاسبوعية التي تكبد عددا من المؤسسات الصحفية خسائر فادحة بسبب إصرارهم علي عدم التطوير أو التغيير هم يتصورون ان الساحة لن تشهد مثلهم وقد خاب ظنهم.. هم يعلمون ان بضاعتهم مصابة بالهشاشة ومع ذلك غارقون في أحلامهم حتي لم يعد عندهم إصدار متميز عن الاخر أو إصدار له طابع خاص ينفرد في الشكل أو المضمون.. حتي أصبحت جميع الاصدارات الاسبوعية لا تتحدث الا عن الافراح والليالي الملاح.. الموضوعات الصحفية فيها متكررة مع اختلاف العناوين.. وتخرج عليهم مجلة »ديوان« لتعيد الي الصحافة مجدها وهي تتناول ذكريات الزمن الجميل الذي سقط من حساباتنا.. الذي أعجبني في مجلة »ديوان« العمل الوثائقي ولا أعرف من اين جاءوا بهذه الصور التي اختفت من ذاكرتنا صحيح أننا كنا في حاجة الي مثل هذا الاصدار فإصداره ليس صعبا.. لكن الاصعب هو البحث عن العقلية التي تديره وياحبذا عندما تكون هذه العقلية هي صاحبة هذا الابداع والابتكار كالتي نراها في »بهية حلاوة« أنا شخصيا لا أعرفها ولكن عرفتها من خلال هذا العمل العظيم يكفي أنها أثرت الصحافة بموسوعة تاريخية في شكل مجلة جعلتها محبوبة ومرغوبة عند القارئ. وأتمني ان أراها في كل بيت من بيوتنا.. علي الاقل يعيش أولادنا وبناتنا مع ذكريات هذا الوطن يتعرفون علي تاريخ الحياة النيابية في مصر كسيرة ومسيرة وهو أقوي ملف صحفي تنفرد به »ديوان« يحكي بالصور والوثائق السيرة والمسيرة معا.. وأتمني ألا يفوت أي مصري قراءة هذا الملف من حكم محمد علي الي حكم مبارك ولأن »ديوان« ليست مجلة سياسية أو موسوعة وثائقية فهي تتناول كل الموضوعات سواء كانت اجتماعية أو تاريخية أو فنية فمثلا قرأت علي صفحاتها عن مصايف زمان وكيف كان النحاس باشا رئيس وزراء مصر وزعيم حزب الوفد يستأجر كابينة في الاسكندرية خلال الصيف لأنه لا يملك كابينة.. لقد استمتعت بشعر الراحل الفنان صلاح جاهين.. وهو يقول »مصايف زمان.. مزيكة هادية الكون فيها انغمر.. يا هلتري الناس كلهم مبسوطين ويا هلتري شايفين جمال القمر وعجبي فعلا عجبي ان أري مثل هذا الاصدار المتميز وهو يضم بين صفحاته عددا من صفحات الاعلانات انا شخصيا لو كنت مكان الاستاذ الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مؤسسة الاهرام لاصدرت قرارا برفع جميع الاعلانات من الصفحات الداخلية.. لأنه ليس من المعقول أو من المقبول ان تكون مجلة بهذا الرقي وتمد يدها الي المعلنين حتي ولو كان المعلن هو الذي يسعي اليها فهذا مرفوض أتمني الا تضن مؤسسة الاهرام علي هذا الاصدار المتميز ويخرج الي القارئ بدون اعلانات داخلية حتي نستطعم حلاوة »الديوان« ويبقي قلم بهية حلاوة علي رقبة المعلن والاعلان.