أسعد بقراءة مجلة ديوان الأهرام, تناسب مزاجي الثقافي, تلبي حاجتي لقراءة صحافة محترفة ممزوجة بماء الأدب الجميل.. هذا هو العدد الخامس يمكنك ان تقرأه من الغلاف إلي الغلاف.. متعة المضمون.. حلاوة المعاني.. عمق البحث.. دقةالكتابة.. ذوق في اختيار الصورة.. ذوق مهني ذكي وحساس يعيدإحياء التاريخ بلون ونكهة مصرية, فإذا بأحداثه, وشخوصه وأجوائه شاخصة أمامك وتحت ناظريك في ثوب تم تصميمه علي أحدث موضة عصرية.. تزيل الحواجز وترفع الستائر وتكشف الحقائق لتخلق من التاريخ عالما حيا متجددا يتحرك إلي الأمام في مصالحة رهيفة رشيقة مع تيار الزمن.. تحرر معاني التاريخ من قيود الانحباس وراء أسوار الماضي.. ديوان الأهرام مجلة ذات طبيعة مفردة هي أقرب ماتكون إلي صحافة الإبداع, أو الإبداع الصحفي, هي شيء من الالهام المهني يتنزل في قوالب فنية مدهشة, هي أشبه ماتكون بقطرات الندي مع كل قطرة حرف أو سطر أو فكرة أو ومضة أو صورة أو تعليق علي صورة, يتعاون فيها عقل التحرير مع عين الاخراج لابتكار منظومة من الجمال الصحفي, الذي عرفناه في زمن العمق, حين كنا نتابع بشغف المجلات الثقافية مثل العربي في زمن الدكتور أحمد زكي أبو شادي وأستاذنا أحمد بهاء الدين, وطبعا من قبلها درة الصحافة الثقافية العرية: مجلة الهلال, وبينهما مجلة الدوحة في زمن استاذنا رجاء النقاش. زميلتنا بهية حلاوة, رئيسة تحرير ديوان الأهرام, شخصية من النوع الهادئ الصامت يتكلم بحساب وينطق بعقل, ليست من هواة الثرثرة, ممن يفضل الاعتكاف علي القراءة والتأمل, وربما تكون من صحفيين لايتجاوزون أصابع اليدين لديهم اطلاع مستريح علي الأدب والشعر والتاريخ, ويكفيها أنها من القلائل في هذا الزمن, الذين يحسنون قراءة شعر أمير الشعراء, ويفهمونه, ويدمجونه في كتابتهم الصحفية, بهية حلاوة, كتبت ملفا مبدعا, عن حياة رائد طب الجراحة في مصر علي باشا إبراهيم. مقالة متقنة في باب الترجمة وكتابة السيرة الذاتية كشفت فيه الكثير وتستحق عليه التقدير, وأظنه سوف يكون مرشحا لنيل جوائز صحفية عديدة.