ابدا مصر لن تخضع للارهاب الاسود الذي يقتل ابناءنا ويدمر تراثنا وحضارتنا.. ومهما فعلوا فلن تستطيع حفنة الاشرار معدومي الضمير أن يجروا مصر الي شرك الحرب الاهلية، فلم يعد هذا اختلافا في الرأي بين نظام حكم سابق وحالي وانما هو اعلان حرب علي الدولة المصرية يجب مواجهته بكل حسم حتي يتم القضاء عليه واقتلاعه من جذوره. لقد خرجت الجماعات التكفيرية من سيناء واندست في ارجاء مصر بعد ان حققت القوات المسلحة الباسلة في مواجهتها نجاحات باهرة رغم اتساع ساحة المعركة وجاء فلولهم الي مصر يريدون ان يردوا الصاع بمنتهي الخسة والجبن في المواطنين العزل الآمنين بعد ان فقدوا عقلهم وراحوا يتخبطون من شدة الضربات التي فرقت شملهم، لم يعد الا سهمهم الاخير يلقون به في ظلمة الليل وغفلة الناس ليروعوهم ويزعموا به فشل الامن في متابعتهم. وجاءت عملياتهم الخسيسة تعكس ذلك في محاولة للانتقام من اجهزة الأمن والمنشآت الشرطية سواء في المنصورة او القاهرة بالسيارات المفخخة لا يهمهم من تقتل من المواطنين العزل ولا ماذا تدمر من تراث مصر وممتلكات الناس ليقفوا ويراقبوا من بعيد ويهنئون انفسهم والضحكات تملأ وجوههم سعيدة برؤية الدماء والاشلاء والدمار، لقد تحولت المعركة الان من مواجهة بين تكفيريين مضللين يسعون للقتل والتخريب واجهزة أمن الي معركة مع الشعب المصري كله، واصبح واجبا علي اي مصري يعرف او يرصد شيئا من انشطة هؤلاء الظالمين لان يسرع ويبلغ اجهزة الأمن لتتعقبهم وتحمي المجتمع من آثامهم، لقد تابعت علي شاشة التليفزيون كيف نفذ المجرمون جريمتهم عندما جاءوا بعربة نصف نقل محملة بالمتفجرات والي جوارها سيارة ملاكي سوداء صغيرة حيث وقفت الاولي امام بوابة مديرية أمن القاهرة ونزل منها سائقها ليستقل الثانية التي توقفت لحظة لتحمله وتنطلق بعيدا وما هي الا لحظات حتي انفجرت السيارة بعد ان فر الجاني الجبان بعيدا عن مكان الحادث.. ولو سألت نفسي كيف كان ممكنا ايقاف مثل هذا العمل الخسيس ومنعه قبل حدوثه لاصابتني الحيرة ولكن اظن ان خبراء الامن لديهم الوسائل الكفيلة بمنع حدوث مثل هذه العمليات في المستقبل بما لديهم من تقنيات وحس أمني ولكن من الواضح ان الحرب علي الارهاب مازالت طويلة وان عناد هؤلاء الحمقي سيحملهم علي انتهاز اي فرصة ترتخي فيها القبضة الأمنية لكي يقوموا بعملياتهم الجبانة. لقد قرأت تصريحات وزير الداخلية يوم الخميس الماضي قبل انفجار مديرية أمن القاهرة بأربع وعشرين ساعة فقط، وتابعته وهو يزهو بمرور ايام الاستفتاء الحاشد دون حادثة واحدة ولا ادري لماذا شعرت بالضيق من هذه التصريحات، فالوزير ونحن جميعا معه نعلم ان المعركة لم تنته ومن السابق لاوانه ان تخرج هذه التصريحات الوردية، وكان اجدر بالوزير ان يؤكد فقط علي استمرار حالة الطواريء وان اجهزة الأمن تتحسب لأي عمليات غادرة ويطالب المواطنين بالتعاون مع الشرطة بالابلاغ عن اي حركة غير طبيعية ويكسب تعاطف الشعب معه ليصبحا فعلا وقولا ايد واحدة في مواجهة هذا الارهاب الاسود. ولكن تصريحات الوزير كالعادة اعطتنا الانطباع بأن »كله تمام« ولا داع للقلق والخوف وان الشرطة تعلمت من الدروس الفائتة بما يكفي لوأد أي مؤامرة وهي في مهدها، لذلك جاء وقع الانفجار الاخير مروعا ومخيبا للآمال وباعثا علي القلق من ان تتكرر هذه العمليات في اماكن اخري او بوسائل اخري.. ولا اريد ان تحمل اجهزة الامن كل العبء فنحن جميعا مدعوون للمشاركة في المعركة بوعينا ويقظتنا وسوف تكون لنا الغلبة في النهاية فقد استنفرت العملية الاخيرة قوانا واعلنت جميع القوي انها لن تزيدنا الا قوة في مواجهة الظلم والظالمين.. والله معنا.