صباح الثلاثاء الماضي قام المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان بزيارة إلي كرداسة، كان الدافع الوقوف علي أحوال المنطقة التي ارتبطت مؤخرا بأحداث عنف وحالة من الاعتصام دبرتها الجماعة وإن لم يرتبط انهاء الوضع أمنيا بأحداث دموية، انتهي الوضع الداعم للإرهاب ولكن بقيت الظروف المنتجة له. هذا ما دعا المهندس إبراهيم محلب إلي الذهاب لاستطلاع أحوال الناس هناك بدلا من ترك الأوضاع قائمة تتفاعل داخلها الأسباب. كرداسة اشتهرت بفنون النسيج الشعبية وصناعة الجلباب، تقع القرية علي حدود الصحراء، قريبة من القاهرة وبعيدة عنها، بعد الثورة ومع ضعف الدولة المصرية تقدم بعض البدو واحتلوا الأطراف وبدأوا عمليات تنقيب عشوائية، للقري التي تقع علي حدود الصحراء في القاهرة طبيعة خاصة واتصال بعمق الصحراء، كانت القوافل الأساسية عبر درب الاربعين الذي يصلنا بالسودان ومازال مستخدما حتي الآن تنتهي عند بيرقاش وكرداسة وغيرها، واضح أن الأهالي يتميزون بحيوية فقد ابتكروا وطوروا النسيج الشعبي ولاقي جلباب كرداسة رواجا واسعا واصبحت مزارا، كساد السياحة انعكس علي الأحوال هناك، لذلك يطرح المهندس إبراهيم محلب فكرة بسيطة ومؤثرة. أن تقوم وزارة الثقافة بتنظيم احتفال بالجلباب الكرداسي وأن يقوم المصريون برحلات من خلال المؤسسات ومراكز التعليم بزيارة القرية وشراء الجلابيب الجميلة والتي تلقي كسادا. قال الأهالي للوزير النشط ذي الرؤية والقدرة علي الحركة انهم يطلبون من الحكومة الا تعاملهم كبورسعيد بعد ما جري من الإرهاب العام الماضي، في اشارة إلي عقاب المدينة المناضلة بعد محاولة اغتيال الرئيس الأسبق مبارك، لولا التطبيق الخاطيء للانفتاح وسياسة العقاب الجماعي لأصبحت بورسعيد مدينة عالمية تنافس بورسعيد، يحذر الأهالي الذين يتمتعون بوعي رفيع من السياسة التي اتبعت في بورسعيد والتي تذكرنا بتقاليد العصور الوسطي عندما كانت تستباح المدن والجهات نتيجة خطأ فرد. لا أظن هذا سيحدث بعد الثورتين. ولكن المطلوب الا نكتفي بمبادرات وزير نشط وفاهم.. المفروض بعد زيارة وزير الاسكان ان يذهب التليفزيون وان يعد برامج عن الناحية، خصوصيتها وصناعة النسيج والجلباب فيها، كذلك بقية الوزارات، هكذا تعود تدريجيا قوة الدولة وتتجد صلتها بالناس، في مدخل القرية برز صبي عمره اثنتا عشرة سنة، اعترض طريق الوزير، قال له: أنا ربعاوي »في اشارة إلي رابعة العدوية«.. قال إبراهيم محلب مبتسما: انت حبيبي.. رفع الصبي اصابعه باشارة رابعة، قال الوزير الذي ذهب بدون موكب يلفت الانظار: انت حبيبي برضه.. واحاط الطفل بذراعه ومضي يجالس الناس ويسمع منهم.