تلجأ قوي الاسلام السياسي الي فتاوي دينية لإدانة نشاط سياسي معين أو لتأييد نشاط آخر مضاده.. وتندفع أكثر القنوات الاذاعية والتلفزيونية للبحث عن شيوخ يسعفونها بفتاوي مضادة استناداً الي تفسيرات وتأويلات مختلفة لآيات قرآنية أو أحاديث نبوية. وأري أن استخدام التفسيرات الدينية المختلفة لادانة او تبرير نشاط سياسي مباراة خطيرة لانها تصب آخر الامر في صالح قوي الاسلام السياسي التي تستخدم الحجج الدينية بتفسيرات معينة للحكم علي النشاط السياسي وكثير من السلوكيات الاجتماعية وبهذا نكرس منطقهم دون أن ندري وأري أن مناقشة الموضوعات السياسية والاجتماعية والاقتصادية يجب أن تعتمد علي ركيزتين الاولي: أن الاسلام له مقاصد عليا تهتم بكل ما يحقق الخير للبشر - كل البشر - ويصون كرامتهم وحرياتهم وأن وسائل تحقيق هذه المقاصد تختلف من عصر الي عصر بل من مجتمع إلي آخر ما دامت تحقق هذه المقاصد العليا، الثانية: أن كثيراً من اقوال وافعال الرسول صلي الله عليه وسلم تعبر عن عادات وتقاليد مجتمعه وعصره ولهذا فرق العلماء بين »سنن العبادة« و »سنن العادة«. وهذا ما يؤكده قول الرسول صلي الله عليه وسلم »أنتم أعلم بشئون دنياكم«. آمل أن يتنبه الاعلاميون الي شرك استخدام الفتاوي الدينية دون التنبه الي الآثار الجانبية التي تنشأ عن هذا الاتجاه.