انتهي الاستفتاء علي الدستور، وخرجت النتيجة الرسمية لتعلن اكتساحا ل"نعم" بنسبة 98٪ وخفوتا ل"لا" يمثل 1٪ بينما وصلت الأصوات الباطلة إلي 1٪. لم افاجأ بالنتيجة، فما شاهدته وتابعته خلال يومي الاستفتاء كان يؤكد أن النتيجة ستكون قاطعة، حاسمة، محتشدة وراء الموافقة علي الدستور. المهم الآن هو أن نستغل الطاقة الإيجابية الموجودة لدي هذا الشعب العظيم ولا نتركها عرضة للهبوط نتيجة للغل الإخواني الذي يتربص بفرحتنا، ويأبي إلا أن يحول الفرحة إلي دمعة. والبهجة إلي نكبة. وهذا ما تجلي في أعمال عنف رخيصة وخسيسة في الجامعات وتحطيم المكتب الأثري لعميد كلية حقوق جامعة القاهرة الدكتور محمود كبيش. وإحراق الأشجار والسيارات في جسر السويس وغيرها من شوارع العاصمة. المهم الآن أن نكمل خارطة الطريق والمستقبل بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية .لابد أن يدرك المواطن الذي نزل بكل حماس ليشارك في صنع المستقبل، وأن تعلم المواطنة المصرية التي أكدت علي وطنيتها وحماسها الشديد لبناء الوطن أن غدا لناظره قريب. وأننا نسير قدما نحوالمستقبل الذي نريده لا الذي فرض علينا وأظلم الدنيا أمامنا. . لابد أن يعلن الفريق أول عبد الفتاح السيسي موقفه من الترشح لانتخابات الرئاسة، وأن يقطع الشك باليقين لكل هذه التساؤلات التي تدور في دائرة مفرغة ولا تصل حتي الآن إلي إجابة قاطعة، مانعة. لابد أن يقول كلمته الأخيرة ويعلن قراره الحاسم والمصيري بنيته في خوض الإنتخابات الرئاسية أم لا؟. الناس تريده ولا تري سواه قائدا لمصر في تلك المرحلة الحاسمة من تاريخها. ولا يخفي علي أحد أن النزول الحاشد من شعب مصر لقول "نعم" كان من أجل السيسي رئيسا قبل أن يكون للموافقة علي إقرار الدستور. والتأخير في إعلان قرار السيسي ليس في مصلحة أحد. إنها اللحظة المواتية لذلك، ويجب ألا تتأخر. لاشئ سوف يمنح المصريين الإحساس بالراحة والطمأنينة إلا هذا القرار المنتظر. اعقلها وتوكل سيادة الرئيس، أقصد الفريق. فالشعب في انتظار القرار. والحاقدون الدمويون يعيثون في الأرض قتالا وسفكا للدماء فلماذا لا تعلن قرارك لتريحنا وتضع حدا لهذا العبث بمقدرات الوطن؟. لقد قال الشعب كلمته بكل صدق ووطنية وإحساس بالمسئولية، فماذا بعد؟ ماذا تطلب منا أكثر؟ لقد أحبك الشعب ورأوا فيك طوق النجاة من بحر الظلمات. المنقذ لمصر لشعبها وتاريخها وأمنها فهل هناك ما هوأكثر؟ لقد حملوا صورك سيادة الفريق في قلوبهم قبل أن يحملوها بأيديهم علي لافتاتهم. نعم أحبوك كما لم يحبوا رئيسا من قبل إلا الرئيس عبد الناصر الذي اعتبروه زعيما للأمة العربية كلها وليس لمصر فحسب. اعلم أنه أصعب قرار، لكنك قائد وبطل لذلك فالقرارات الصعبة أنت لها، ونحن في انتظارك. في انتظار قرارك بترقب وحماس وشغف. في انتظار السيسي الذي أنقذ مصر في لحظة تاريخية فارقة، فأصبح حبيب الجماهير. ومركز طموحاتها وأحلامها في غد أفضل يرون فيه مصر الوطن الذي يحتضن كل أبنائه. الفقير قبل الغني. الضعيف قبل القوي. المريض قبل العفي. مصر الحضارة والتاريخ التي طالما أبهرت الغرب بعظمة تاريخها. ثق أن الله معك، وأن الشعب خلفك، لم ولن يخذلك، فلا تتردد. تقدم واثق الخطوة كما عهدناك، وسيكون النصر والخير لمصر علي يديك بإرادة شعب لا يعرف المستحيل.