سمير صبرى رغم قناعات الفنان سمير صبري بأنه اعطي ولم يستبق شيئاً عبر تاريخه الطويل كفنان شامل ونجم برامج تليفزيوني، قدم العديد من الافلام السينمائية والاستعراضية وبرع كنجم تليفزيوني وكان أول مقدم برامج توك شو علي الشاشة الصغيرة من خلال النادي الدولي وهذا المساء.. ورغم »حالة التشبع« التي يعيشها سمير صبري لدرجة انه لم يعد هناك ما يستفزه لتقديمه.. الا أنه مازال يحتفظ في جعبته بكنز من المعلومات الفنية التي لم يكشف الستار عنها بعد مازالت في ذاكرته يريد أن يرويها في برنامج تليفزيوني أو يدونها في كتاب للأجيال التي لم تكن حاضرة زمن الفن الجميل.. هذه الثروة الفنية أبدي سمير صبري استعداده لإهدائها بالمجان للتليفزيون ودون مقابل عرفاناً بالجميل لهذا الجهاز الإعلامي الذي صنع سمير صبري. سألته: حدثنا أولاً عن »الكنز المدفون« في عقل سمير صبري؟! اعتقد أن بدايتي الفنية ساهمت كثيرا» في اتساع دائرة المعارف لدي.. فقد كنت جاراً في السكن للفنان عبد الحليم حافظ وهذا ما أتاح لي فرصة التعارف والاقتراب من نجوم الطرب والنغم أمثال أم كلثوم وعبدالوهاب ومحمد الموجي وكامل الشناوي وأحمد رامي الي جانب نجوم التمثيل فاتن حمامة وشادية ومديحة يسري وايضاً نجوم الصحافة مصطفي وعلي أمين وفكري اباظة. ولكنها قمم رحلت عن حياتنا رغم أن اعمالها مازالت باقية؟! هذه القمم مازالت تمثل هوية الفن المصري.. وللاسف الجيل الجديد ليس لديه علم بهؤلاء القمم الذين اثروا حياتنا الفنية وكانوا اشبه بالمصابيح المضيئة وابسط شيء أن »فتحة« قميص أحمد رمزي كانت موضة الشباب العربي في ذلك الوقت وكذلك »تسريحة« شادية. وماذا في جعبة سمير صبري عن هذه القمم؟ لدي تسجيلات نادرة عن فكري اباظة وأحمد رامي وسيزا نبراوي وصالح جودة وفاتن حمامة ويوسف وهبي، وهذه التسجيلات مازالت موجودة في مكتبة التليفزيون.. ويكفي ان اقول أن برنامج »النادي الدولي« كان الوحيد الذي تواجد علي خريطة التليفزيون وقت حرب اكتوبر وقدمت من خلالها 8 حلقات مع انيس منصور بتعليمات من د. عبد القادر حاتم نائب رئيس الوزراء ووزير الإعلام في ذلك الوقت.. وكانت عن بروتوكولات حكماء صهيون، كما كان البرنامج الوحيد الذي التقطت كاميراته خط بارليف وانفردت بتقديم اول حديث مع القائد الإسرائيلي عساف ياجوري بعد ان وقع في الاسر. وماذا عن اللقاءات الأخري التي سجلتها مع الشخصيات العالمية؟! كان لي شرف التسجيل مع السلطان قابوس وهارولد ماكملان رئيس وزراء انجلترا في حرب 6591 كما كنت صاحب اللقاء الأخير مع الامام موسي الصدر قبيل اختفائه في ليبيا.. إلي جانب صائب سلام رئيس وزراء لبنان وسليم فريحة السياسي الكبير وصاحب دار الصياد اللبنانية.. كما كنت صاحب السبق في التسجيل مع الكاتب الكبير مصطفي أمين لحظة خروجه من السجن.. الي جانب حوارات مع أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم حافظ.. والتحقيق الذي قدمته في 8 حلقات عن »سر رحيل السندريللا« سعاد حسني.. واتذكر اثناء وجودي في جنوب افريقيا استطعت اقناع الزعيم الراحل نيلسون مانديلا بالوقوف أمام الكاميرات والرقص بالعصا. هل يمكن القول بأن سمير صبري في »حالة اعتزال« عن الساحة الفنية؟! يمكن ان تقول »حالة تشبع« وكثيراً ما أسأل نفسي ماذا أقدم بعد هذا التاريخ الفني الطويل فقد اعطيت كل شيء ومازالت تتردد في ذهني كلمات سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.. هل يمكن ان نقدم أحلي مما قدمناه«؟ ولكن طالما أن الحياة مازالت تنبض فالعطاء يجب ان يستمر حتي من باب رد الجميل للتليفزيون الذي منحنا الشهرة والنجومية. تردد قيامك بعرض تقديم برنامج تليفزيوني للشاشة ماذا عن هذا العرض؟ العرض جاء من عبدالفتاح حسن رئيس قطاع القنوات المتخصصة بأن اقوم بتقديم حلقة اسبوعياً علي شاشة نايل سينما وقدمت بالفعل 51 حلقة في رمضان الماضي بأسم »هنغني سينما« علي سبيل الاهداء وبدون مقابل. وهل لم يفكر التليفزيون في الاستعانة بك في الفترة الأخيرة خاصة في ظل الدعوات التي تتردد عن التطوير؟! التليفزيون الذي عملت فيه كان له رسالة إعلامية وتنويرية للشعب ولكن للأسف تحول الان الي تليفزيون إعلان وليس إعلام، وعندما يفكر في تقديم برنامج لسمير صبري فهو يتساءل أولاً هل سيجلب اعلانات أم لا؟! علي عكس زمان عندما كانت البرامج الجيدة هي التي تجلب الإعلانات ولكن الآن الاعلانات التي تحدد الخريطة البرامجية.. وأعتقد أن د. درية شرف الدين وزيرة الإعلام قادرة علي تصحيح المسار. من وجهة نظرك هل يمكن للتليفزيون أن يستعيد بريقة من جديد؟! بالتأكيد إذا عاد الي الانتاج الجيد من حيث الكيف والنوعية وليس الكم.. فالتليفزيون كان صاحب الريادة والمنارة في المنطقة العربية بأسرها لدرجة ان النجوم العرب كانوا يتكالبون للوقوف امام كاميراته، ولكن الان التليفزيون هو الذي يحفي وراءهم. بعد هذا الرصيد الضخم لسمير صبري أين هو من التكريمات؟! تكريم الفنان وهو علي قيد الحياة له بالفعل اثر طيب عليه وهو ما حدث فعلاً حيث تم تكريمي مؤخرآً من كلية اداب الاسكندرية التي تخرجت منها في إطار احتفالها بيوبيلها الماسي وشملت قائمة التكريم خريجي الجامعة ومنهم زاهي حواس واقبال بركة ورئيس الجامعة الحالي د. اسامة ابراهيم.. والتكريم الثاني من الجامعة البريطانية عن مجمل اعمالي الفنية.. كما سبق حصولي علي الدكتوراه من جامعة »وورويك« الانجليزية عن رسالة قدمتها عن اثر السينما المصرية علي المجتمع العربي منذ الاربعينات وحتي الثمانينات«. وماذا عن نشاطاتك الفنية مؤخراً؟! شاركت في أربعة مسلسلات هي »عدي النهار - جدار القلب - كاريوكا - حق مشروع«. وهل هناك مشاريع أخري قادمة؟! أتمني مخلصا أن تجد »ذكرياتي مع الزمن الجميل« منفساً لها علي الشاشة.. وإذا ظلت الابواب موصودة فليس امامي غير تقديمها في برنامج تليفزيوني من انتاجي أو تدوينها في كتاب.