عالم عجيب بالغ الاثارة فائق الخصوبة كثير التنوع مفرط في احراز شتي الالوان غني بأرصدة هائلة، تقبع تحت غبار الدهور، ذلك هو كون المخطوطات المثير، الذي تسبح في ظلام سنينه المتراكمة ملايين الاسفار والرسائل وصحائف الانباء والاخبار، ومجاميع التواريخ التي تخفي العجائب والاسرار، حيث يظل تراثنا من المخطوطات العابرة للقرون المرتحلة الينا من اعماق الدهور البعيدة المولية، الهاربة من بين انياب العصور المفترسة الاكالة الشرسة، هو مستودع الكنز المخبوء الذي نبذناه في سراديب الاهمال، وصحاري النسيان، علي الرغم مما يوفره ذلك الكنز لاهله من ثراء وخصوبة ليس معنويا فقط او مجازيا، ولكن يحرز لنا الاهتمام به ثراء حقيقيا، لذلك يحتاج تراثنا من المخطوطات الحبيسة تحت الركام الي اعادة اكتشاف دائما، وهي تستحث الجهود في كل وقت علي الغوص فيها، والمثابرة علي مواصلة التنقيب عن كنوزها في مكامنها المتوارية واخراج درر المخطوطات مهمة المؤسسات المتخصصة والعلماء والمحققين المسلحين بالخبرة النادرة والادوات التي توفرها التقنيات العلمية الحديثة، تماما كما يفعل مكتشفو قيعان المحيطات المدججين باحدث الات العلم وصيحات التقنيات العصرية، وعلي هؤلاء الابانة عن نفائس المخطوطات العربية وحر اللؤلؤ فيها لان الكم الهائل الذي يستقر متناثرا في اعماقها يجمع بين النفيس والخسيس والغالي والرخيص، مما يتطلب فرزا بصيرا يفصل بين تبرها وترابها.