تزخر مكتبات تشيت العريقة والضاربة في جذور التاريخ بنفائس علمية في شكل مخطوطات نادرة تحوى كنوزا معرفية تضم مختلف جوانب المعرفة. وتحوي دور تشيت ومبانيها أكثر من 17 عشر مكتبة مليئة بمخطوطات عامرة بالعلوم وفنون المعرفة. وتظل الكنوز المعرفية بتشيت إرشيفا تاريخيا للوطن والأمة لا ينبغي التفريط فيه أوتعريضه -من خلال الإهمال- للذبول والاندثار. يعاني هذا التراث الإنساني والمعرفي -المصنف ضمن لائحة التراث العالمي من قبل اليونسكو- من تحديات جمة ومشاكل عديدة تأخذ أبعادا ومستويات متعددة لعل أهم بعد فيها هو غياب فهرسة وتوثيق منظم لقائمة المخطوطات والرسائل التاريخية مما يسهل على الباحثين جردها وإحصائها. ومن المفارقات أن جل القائمين على هذه المكتبات تغلب فكرة "التخزين" و "الحصرية" على اهتمامتهم رغم ما يسببه ذالك من "توقع معرفي قاتل" وعدم خروج هذه "الكنوز" للملأ وبروزها "للنشر" و "التداول". ولا تقتصر التحديات التي تواجه المخطوطات في هذه المدينة في هذه التحديات فقط، بل تتجاوز ذالك لتشمل قلة المخصصات المالية المبرمجمة لهذه المكتبات من قبل الجهات الوصية، إضافة إلي غياب تخطيط ممنهج يمكن من نشر وطباعة هذه المخطوطات لترى النور وتخرج من رفوف تشيت إلى "الفضاء المعرفي العام". وتبقى عزلة المدينة وغياب طريق معبد يربطها بالعالم الخارجي أهم تحد وعائق تواجهه مختلف مميزات وخصائص هذه المدينة وليست مخطوطاتها بمنأى عن هذا التحدي البارز. أخبار مصر - البديل Comment *