صالح الصالحى بعد مقال الاسبوع الماضي حول الموهبة ودور المدرسة في اكتشافها وتنميتها.. حكي لي تلميذ بالصف الأول الاعدادي، انه من المتفوقين.. ويحصل علي الدرجات النهائية في جميع المواد الدراسية.. وأنه من الاوائل.. الا أنه فوجيء عند امتحان »الميد تيرم« هذا العام أن الرسم والكمبيوتر في المجموع.. واسترسل رغم انني حصلت علي الدرجات النهائية.. فإنني لم أكن من المتفوقين.. وخرجت من ترتيب الاوائل.. لاني حصلت علي درجات ضعيفة في مادة الرسم.. فأنا لست موهوبا فيه.. في حين أن هناك من الزملاء من حصلوا علي درجات أقل مني في المواد الدراسية الأخري، الا أنهم تفوقوا علي سبب حصولهم علي درجات مرتفعة في الرسم.. فهم موهوبون فيه.. وتساءل التلميذ هل أعاقب لان الله لم يمنحني موهبة الرسم.. في حين أنه منحني موهبة أخري؟ وكيف أدرس الكمبيوتر، وأنا أجيد استخدامه؟.. بل ان هاك تناقضا في وزارة التربية والتعليم، والتي تقوم بتوزيع جهاز التابلت علي تلاميذ المدارس ليحل محل الكتاب المدرسي.. في حين أنها تقرر عليهم مادة الكمبيوتر. لم يسأل وزير التعليم نفسه ان التلميذ الذي يستخدم التابلت يكون مؤهلا لذلك، ولا يحتاج دراسة جافة وسطحية.. بعيدة عن الواقع العملي لاستخدام الكمبيوتر. واستمر التلميذ يا أستاذ: كما قلت في مقالك السابق أن دور المدرسة هو اكتشاف المواهب وتنميتها.. وان الهدف من تدريس مادة الرسم هو رفع الذوق والجمال لدي التلميذ.. فلماذا يحولونها إلي مادة تضاف الي المجموع؟. هل ذلك ليحصل التلميذ غير الموهوب علي درس في الرسم؟ وهل الدرس سوف يجعلني موهوبا؟.. ولماذا لم تقرر الوزارة مثلاً مادة التربية الموسيقية؟ علي اساس انها تنمي المشاعر والاحساس لدي التلاميذ. ولماذا لم يتم امتحاني في كرة القدم؟. خاصة وأنا موهوب في هذه اللعبة.. باعتبار أن الموهبة تختلف من شخص لاخر.. فهي منحة من الله.. لادخل لنا بها. لقد أصابني الاحباط، وشعرت بعدم العدل.. وبدلاً من أفرح بتفوقي.. حزنت علي مجهودي الذي ضاع بسبب لا دخل لي به.. قلت للتلميذ انت مجتهد وحاول ان تستمر في ذلك.. ولا تجعل الرسم يؤثر عليك.. لان وزير التربية والتعليم - صحيح لم يرد علي مقالي السابق - وعمل ودن من طين وأخري من عجين.. إلا أنني اثق بأنه سوف يدرس الامر.. ويعيد تصويب المسار.. فهو يعمل علي تطوير التعليم.. باعتباره قاطرة التقدم لهذا البلد.. ولا يرضيه ان يضار ابن من ابنائه بسبب لا دخل له فيه.. وأنه حريص علي ان يربيكم علي العدل، ويزرعه فيكم من الصغر.. باعتبار كم مستقبل مصر وأملها.