تلقيت مكاملة هاتفية غاضبة أثارت دهشتي.. المكالمة تلقيتها من عميدة كلية التربية الفنية د. أمنية عبيد التي عبرت عن غضبها لقرار وزارة التربية والتعليم بعدم احتساب درجات مادة الرسم ضمن المجموع في المدارس.. وسبب القرار يبدو في ظاهره الرحمة, لكن الحقيقة غير ذلك, فالقرار الصادر بعد اجتماع الوزير مع أعضاء المجلس الأعلي للتعليم قبل الجامعي يبرر عدم إضافة درجات مادة التربية الفنية للمجموع بالشهادة الاعدادية بأن ذلك حتي لاتصبح الموهبة مؤثرة بدرجة كبيرة في الدرجة, خاصة أنها أضافت حملا جديدا علي الطالب بعد إضافة كتاب جديد للمادة. تعجبت كثيرا واندهشت من هذا القرار الذي يظلم أصحاب القدرات الخاصة بتهمة أنهم موهوبون, مع أن مادة الرسم تدرس تحت مسمي( التربية الفنية), يجيب الطالب علي ورقة أسئلة نظرية عن الفنون التشكيلية في هذه المادة التي يدرسها له معلمون متخصصون يعلمونه الأساسيات.. فالرسم إذن ليس الوحيد الذي يستحوذ علي الدرجات بالكامل في نتيجة الامتحان.. ثم كيف يتم تقدير درجات الرسم؟! هل المصححون لايضعون في اعتبارهم أنهم أمام ورقة رسمها تلميذ في مرحلة التعليم الأساسي يعبر عن ذاته بألوان عادية, وفي أشكال أقرب لما تطلبه منه ورقة الاسئلة, وليس طالبا يؤدي امتحان القدرات للتقدم للدراسة بإحدي كليات الفنون الجميلة والتشكيلية أو التطبيقية, وليس أيضا طالبا بإحدي هذه الكليات يعتبر الرسم علما وموهبة ويدرك أنه مشروع فنان, حتي هذا الطالب المتخصص يتم تقدير الدرجات له, فالمسألة تقديرية في البداية والنهاية. ثم ما المانع من تحفيز تلميذ موهوب يجيد فن الرسم في الحصول علي درجات معدودة يستحقها, علما بأن هذه الدرجات لن تغير كثيرا في مجموعه الذي سينتقل به إلي مرحلة دراسية أعلي كالإعدادية والثانوية وليس إلي الجامعة؟ ثم هل موهبته وتقديره فيه ظلم لغيره؟, وهل الموهبة التي حباه الله بها تستوجب أن نعاقبه نحن عليها ونحرمه من درجاتها؟.. وهل العقاب جماعي لكل التلاميذ بحرمانهم من هذه المادةة التي تعتبر واحة التعليم في صحراء الدراسة؟