صورة أرشيفية لمذبحة بورسعيد محام يقبل رأس والد أحد الشهداء بعد مناقشة حادة مع أهالي الضحايا قررت محكمة النقض امس في اولي جلساتها حجز الطعن المقدم من المتهمين في القضية المعروفة اعلاميا "بمذبحة بورسعيد" الي جلسة 6 فبراير القادم للنطق بالحكم، وكان المتهمون قد طعنوا علي الحكم الصادر ضدهم من محكمة جنايات بورسعيد بعقوبات متفاوتة ما بين الاعدام شنقاً والمؤبد والسجن فترات تتراوح بين 5 و51 عاما لاتهامهم بقتل 74 من الالتراس الاهلاوي اثناء مباراة الدوري لكرة القدم بين فريقي النادي المصري والنادي الاهلي بستاد بورسعيد في الاول من فبراير 2012 .. . صدر القرار برئاسة المستشار انور الجابري وعضوية المستشارين احمد عبدالقوي وحامد عبداللطيف ونافع فرغلي ونجاح موسي ومصطفي الصادق ومحمد طاهر وبسكرتارية عادل عبدالمقصود وهاني احمد. بدأت الجلسة في الساعة التاسعة صباحا وتلا المستشار المقرر ملخصا لوقائع القضية منذ حدوث الواقعة وحتي الطعن امام المحكمة وطالبت نيابة النقض بنقض الحكم واعادة المحاكمة من جديد امام دائرة اخري ثم استمعت علي مدار ساعتين لمرافعة هيئة الدفاع المكونة من 20 محاميا علي رأسهم الدكتور حسنين عبيد ومرتضي منصور ونيازي مصطفي وأشرف العزبي والدكتور محمد سعيد الذين طالبوا بنقض الحكم المطعون عليه لما شابه العديد من اوجه العوار منها القصور في التسبيب والاخلال بحق الدفاع والخطأ في تطبيق القانون والفساد في الاستدلال. وتمسك الدفاع بأسباب طعنه المودعة امام المحكمة موضحا ان رجال الامن "الطاعنين" قد التزموا اقصي درجات الحيطة والحذر وعدم توافر القصد الجنائي لديهم وان الحكم المطعون عليه استند الي تحريات باطلة جاءت مشوبة بالاجمال العام ولم يوضح الاستدلال بل شابه الغموض والابهام. واضاف ان الحكم التفت عن ذلك وبني حكمه علي ان النية قد توافرت لدي المتهمين بما يوجب نقضه.. كما انه اغفل العديد من اوجه الدفاع والدفوع بعدم سماع المحكمة لشهادة المحامي العام لنيابات بورسعيد في الواقعة بالرغم من حضوره المباراة وقت حدوث الواقعة وأشاروا الي ان محكمة الجنايات لم تستجب لطلب الدفاع لمشاهدة اصل التسجيلات الموجودة بالاستاد. واشار الدفاع الي انه لم يتم ضبط المتهمين بل تم ضبطهم من منازلهم ولم يوضح الحكم في اسبابه ماهي الجريمة ومن قام بها ومن الفاعل فيها.. وقدم الدفاع مذكرة ب 6 أسباب جوهرية للمحكمة مؤكدا علي اضطراب صورة الواقعة وعدم استقرارها في عقيدة المحكمة نتج عنه الاخذ بمتناقضين وتهادل وتهاتر الاسباب وتساقطها.. كما استند الي القصور في تحصيل الواقعة علي نحو يغاير الثابت بالاوراق. حضر الجلسة منذ الصباح الباكر عدد من اهالي الشهداء الذين اكدوا علي انهم وراء الجاني حتي يصلوا به الي حبل المشنقة للقصاص لأبنائهم وقال احدهم "لم اتوقع ان ابني يموت في ماتش كورة .. واحنا مش هنسيب حقهم كلهم". واثناء المداولة حدث نقاش حاد بين بعض أهالي الضحايا وبين أحد محامي المتهمين ليقوم المحامي بتقبيل رأس والد احد الشهداء.. بينما تجمع العشرات من التراس اهلاوي امام باب محكمة النقض للتضامن مع زملائهم الشهداء.