إحنا ع العهد اللي كان مصر اوفي منالزمان وانتو عارفين شعب مصر اللي خانوا العهد بينا واستباحوا كل حاجة واستهانوا بالعروبة واستكانوا للخواجة مستحيل حيكونوا منا احنا حاجة وهمه حاجة همة باعوا البندقية والوطن والجلابية واحنا اصحاب القضية احنا مابنبعش مصر كنت سوف اكتفي بكتابة الثلاثة ابيات الاولي ولكني استرسلت في الكتابة مع استر سالاتي في القراءة ليس لحبي في نجم وكتاباته ولكن حبي ايضا للقاريء والذي كنت اتمني ان اوصل اليه كل نجم..!!! ولكني تأكدت ان توصيل نجم كله للناس مستحيل... أقصد نجم وما قال ولكن شخصية احمد فؤاد نجم التي تحمل في جوانحها كل شوارع وميادين وكلمات وانتصارات وهزائم وطرائف واحزان وافراح وآهات ونسمات وكلمات وسكتات وصرخات وعذابات واحلام اهل مصر... المستحيل بعينه ان يستطيع احد غيره ان يكون جيد التوصيل بهذا الشكل!! المستحيل ان يوصل احد غيره هوه بالذات ان يوصل نبض الناس في الشارع في الحارة.. ع القهوة.. في ميدان القتال في جنينة الحيوانات في محل عصير القصب... في اكلة الفسيخ علي طبلية... في اكلة الجاتوه في سطح سميراميس!! »في شهقة الملوخية« ساعة التقلية طبعا مش كلكم تعرفوها لكن هية شهقة تقولها من تطبخ وهي تضع التقلية فوق الملوخية... فقط هو الذي يوصل بائع الجميز ويوصل بائع ضميره للانجليز والامريكان من ناس مصر... هو الوحيد الذي يفلسف خيانة الحرامي الجعان... وحرامية مصر في السلطة... بياعين الطرشي من بياعين الوطن... هو وحده- ولا استطيعه- ان يوصل لكم نبض الحب الحقيقي والمحب الفالصو الذي يسرق الارملة.. هوه وحده الذي يكتب ويوصل لك حب الوطن الحراق من حب الكراسي وشهوة الحكم.. هو وحده من يجعلك تفوق علي الاخلاص الملفوف»بمنفعة« والاخلاص النقي.. هو الوحيد الذي يقذف اليك بالكلمة فتصبح رصاصة لا تدمي ولكن تميت!!! هو الوحيد الذي يسكرك بلا خمر في حب دبابيب مصر... هو الوحيد الذي يكشف لك حرامي الحلّة من حرامي الدولة.. هو الوحيد الذي يجعلك تشعر انك مقصر في حب مصر كلما قرأت كلماته النابضة النافذة المعبرة القادرة علي تحريك القلوب في حب مصر... هو الوحيد الذي استطاع ان يحول هتافات الناس وخطب مصطفي كامل وكفاح سعد زغلول وكلمات جمال عبدالناصر الي كلمتين فقط او جملة واحدة تحرك في قلبك معني الوطن... بمنتهي البساطة وكأنه ماء النيل يجري ويروي العطاشي بلا جهد... هو الوحيد الذي اوصل الوطن بكل نبضة من عشة تحت شجراية في الغيط الي فيلا في بورتو سخنة!!! هو الوحيد الذي قال الكلمة فأبكي بها رجلا جوعان تحت شجراية في الغيط وابكي بها رجلا في تراس سميراميس هو وحده احمد فؤاد نجم... ترك لنا الكثير وخاننا بالرحيل تصوروا شابا في الرابعة والثمانين يفاجئنا بالرحيل.. اي والله العظيم فاجأنا. كانت المفاجأة بالرحيل... لاننا لم نتوقعه.. واصبحنا نعيشه كما يعيشنا اصبحنا ننتظره ليوصل لنا كل شيء من مشاعرنا م الباب للباب... كان الله في عون نواره!! ولو انها قبس من نوره منحها قلبه مع قلمه وطبعها لنا وكانت من نبض الغالية الكاتبة الفذة صافيناز كاظم... تعجبنا من صافيناز حينما تزوجته... ولكننا اعجبنا بها بعد ذلك حينما بهرنا بانه راهن علي كل منا وعاش عنا كل مصر!!... المقال لا يتسع لا لكلمات عنه ولا لاحزاننا.قد هذا الضاحك الساخر الحزين الممرور السعيد التعيس المهذب المعذب ان شخصية احمد فؤاد نجم تهز ناس المقاهي في السيدة زينب وفي الحسين وفي القلق وتشجي ناس الزمالك وجيراننا الجدد في القطامية... تري هل رحل جزء عزيز من مصر ام بقي في كل ما ترك... لا ادري فانا حزينة لانني سعيت اليه وجلست معه وانا في منتصف عملي الصحفي واخذتني الحياة دون ان اشبع من هذا المصري الفتان الكلمة الصادقة الذي لا يستطيع ان يمنع الكلمات ان تحمل مشاعره عن اي شيء من فنجان القهوة الي ميدان التحرير إن ما قدمه لمصر سيكون نورا لقبره وسوف يظل نورا للاجيال.