قال رسول الله صلي الله عليه وسلم »إن المؤمن بين مخافتين بين أجل قد مضي لا يدري كيف صنع الله فيه وبين أجل قد بقي لا يدري كيف الله بصانع فيه فليتزود المرء لنفسه من دنياه لآخرته ومن الشباب قبل الهرم ومن الصحة قبل السقم فإنكم خلقتم للآخرة والدنيا خلقت لكم. والذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار«. الناس صنفان صنف حي يتعظ مدرك لما خلقه الله له يعمل دائماً لبلوغ هدف يؤثر في الحياة يتفاعل معها وهذا الصنف أثره أكبر من عمره ويمتد ذكره لما بعد موته. والصنف الاخر أحياء في الصورة أموات في المعني. لذا لابد لكل واحد منا من محاسبة النفس عما مضي والمراقبة للحاضر والقادم الآن الزمن يسير ومرور الايام والاعمار دون انجاز عيب يحتاج الي إصلاح والحكمة تقول »الزمن لا يقف محايداً فهو إما صديق ودود أو عدو لدود.. ومن لوازم المحاسبة الاعتبار بالاحداث وقصص السابقين في القرآن لإنها نوع من التذكرة لتجنب الاخطاء التي وقع فيها غيرنا ثم البدء في إصلاح عيوبنا التي مرت بنا ومازالنا ندفع ضرائب ارتكابها حتي لا نكون من الذين لا يستفيدون من اخطاء الماضي أو الحاضر.. ويتبع المحاسبة عدم الاستجابة لدعاوي الاحباط والافكار الهدامة التي ترسخ السلبية وعدم المبالاة والقعود عن النشاط ثم اليقين في تأييد الله ودعمه والاخلاص في العمل بنسيان رؤية الخلق والنظر الدائم إلي الخالق والتعبير المنضبط عن الرأي لتكون من الصنف الأول وتذكر في سجل الخالدين الذين وعدهم الله تعالي بالنصر قائلاً: »ان الارض يرثها عبادي الصالحون«.