شبح العصيان المدني واجواء عدم الاستقرار خيمت علي بورسعيد خلال الأيام الماضية وهددت الهدوء الذي تعيشه المدينة منذ فترة بعد ان أعلن تجار المدينة ثورتهم علي استمرار عمليات تهريب البضائع القادمة للميناء داخل الحاويات وتهريبها داخل المحافظة بطرق غير شرعية مما أصاب أرزاق ربع مليون مواطن يتعايشون علي العمل بالتجارة في مقتل وزاد التهريب حالة الركود المميتة التي تشهدها أسواق المدينة فكانت ثورة الغضب خرج خلالها التجار وأبناء المدينة علي مدي ثلاثة ايام قطعوا خلالها الطرق الرئيسية بقلب المدينة وأصيبت حركة المرور للمشاه والسيارات بالشلل كما هددوا بالدخول في عصيان مدني مفتوح حتي يتم التصدي الحازم لكارثة التهريب. ويقول عمر العطار احد التجار ببورسعيد ان ما يتم ومنذ سنوات وعلي وجه الخصوص منذ ثورة يناير وانهيار الشرطة كارثة بكل المقاييس حيث تحولت عمليات التهريب من مجرد تهريب كميات محدودة عبر أشخاص الي توحش فاجر بتهريب حاويات بأكملها نقلت اكثر من 80٪ من البضائع الواردة لميناء بورسعيد الي خارج المدينة ولا تسأل عن حق الدولة سواء من الضرائب والجمارك المستحقة علي هذه البضائع والتي استنزفت بمئات الملايين من الجنيهات ولا نعرف السبب في عدم اقتلاع هذه العناصر الفاسدة ونحن فئة التجار دفعنا وندفع ثمنا باهظا لاستمرار جريمة التهريب في بورسعيد وتوقفت أرزاقنا تماماً ولم يعد الزوار والرحلات يأتون للمدينة ولما يأتون والبضائع تنقل اليهم خارج بورسعيد وربما بأسعار اقل منها ببورسعيد وتجسد مدينة القنطرة الان المثال الحي لهذا الامر فهي تضم كافة البضائع الخارجة من بورسعيد ونحن كتجار أصبحت احوال العديد منا غاية في السوء بسبب الاستدانة ومنا من يتعرض للسجن لعدم قدرته علي سداد أثمان البضائع الراكدة لديه ولذالك كانت ثورة التجار رد فعل طبيعي وهم يتعرضون للموت البطئ وليس بعد حياة الانسان وحياة أسرته شئ يمكن ان يدافع عنه. وقد تحركت كافة الأجهزة لاحتواء ثورة غضب التجار ونزل اللواء سماح قنديل محافظ بورسعيد في ظل اشتعال الازمة والتقي بالتجار في احد المساجد وقد واجه بعض التجاوزات من التجار الغاضبين الا انهم وجهوا اعتذارا لشخصه وكانت أولي الخطوات قيام الآليات التابعة للقوات المسلحة والشرطة بإزالة المدقات وطرق التهريب غير الشرعية التي كانت تستخدمها الشاحنات في تهريب حاويات المحملة بالبضائع بمنطقة جنوب وغرب المدينة كما أوشك العمل علي الانتهاء في انشاء سور يعزل هذه المنطقة المفتوحة ويمنع دخول السيارات منها والمشاه ويعرف بخط سور الحراسات وتم وضع كمائن أمنية ثابتة ومتحركة علي طول هذا السور كما تقرر مواجهة مشكلة التهريب وتجفيفها من المنبع من داخل الميناء. وتشير الأوضاع القائمة في بورسعيد الي ان الازمة تبقي معلقة ومرشحة للانفجار في اي وقت ما لم يشعر تجار المدينة بخطوات حاسمة وجادة لمواجهة كارثة التهريب بالمدينة.