رفعت رشاد وصمت الدعاية الغربية الزعيم الألماني هتلر بكل الصفات الشنيعة، فالتاريخ يكتبه المنتصرون وقد انتصر الحلفاء علي هتلر وألمانيا . لكن هتلر مازال يعيش في ذاكرة البعض ووجدان البعض الآخر رغم هذا الكم من الدعاية الذي لم ينل من أحد في التاريخ بقدر ما نال من هتلر . ومؤخرا كتب المؤرخ الألماني فولكر أولريش سيرة جديدة عن هتلر الذي يري فيه أنه يتسم بشخصية جذابة . ينصف فولكر الزعيم النازي من تهمة الجنون ويري أن بعض علماء النفس بسطوا المسألة وربما كانوا يعبرون في ذلك عن رغبات البعض الذين يحبون أن يروا في هتلر سمة الجنون، لكن فولكر يري أنه رغم أن هتلر كان استثنائيا فيما ارتكبه من أعمال إجرامية، إلا أنه كان يتمتع بلا شك بخصائص إنسانية بل كان جذابا، وإذا كان هناك من يري أنه وحش مرعب، فإن جاذبيته المؤكدة تظل لغزا بلا حل . ويري فولكر أن هتلر كان لديه قدرات هائلة استطاع تسخيرها لإخفاء شخصيته الحقيقية، لكنه كان يمكنه التلاعب بالجماهير بشكل غير عادي وكان يسيطر علي عقول جمهوره لساعات وهو يهدر بصوته بينهم فيؤثر فيهم لدرجة أن بعضهم يبكي. كان هتلر يتحاور ويمرح مع القريبين منه ولم يكن الغول الذي يريدنا الحلفاء أن نتصوره، فهو لم يكن يغضب غضبا حقيقيا إنما كان يقوم بإظهار الغضب لتخويف الناس حين لا يقتنع خصومه بما طرحه عليهم من خلال الحديث العادي . كما كان عاشقا للقراءة وهو ما تثبته سجلات المكتبات وما اشتراه من كتب . مجموعة من المتناقضات تشكل الشخصية التي هزت العالم في القرن العشرين.. لكن البعض مازال يري في هتلر الشخصية الجذابة.. وكما يقول فولكر : جاذبية الوحشية .