رغم مرور 40 عاما علي انتصارات اكتوبر فمازلت استمتع بالعودة الي اوراقي القديمة.. وما سجلته علي هامش لقاءاتي مع عدد ليس بالقليل من قادة جيشنا العظيم ومع من شاركوا من المجندين في تحقيق النصر الوحيد علي اسرائيل . لم يخطئ الرئيس "السادات" عندما قال اننا نحارب امريكا وليس اسرائيل فالجنرال "اليعازر" رئيس الأركان الإسرائيلي قال في مذكراته انه لو لم تصل إليهم الاسلحة الامريكية كان المعني الوحيد لذلك أن الكارثة الكبري قد وقعت وان نهايتهم أصبحت وشيكة لأنهم خسروا تماما المخزون الإستراتيجي من السلاح وباستطاعة مصر وسوريا أن يصلا إلي ابعد ما يمكن أن يتصوره إسرائيلي . فبعد 5 أيام فقط من بداية الحرب وتنفيذا للتوجيه الأمريكي وتعهدها بإمداد إسرائيل بكل ما تحتاجه من أسلحة عرض الجنرال "بارليف" فكرة العبور إلي غرب قناة السويس ورفضها القادة الإسرائيليون لتواجد 4 فرق مدرعة ومشاة ميكانيكي غرب القناة مما يعني القضاء علي اي قوة إسرائيلية تعبر قناة السويس وطالبوا بانتظار صد تطويرالهجوم المصري المتوقع. رغم اعتراض الفريق سعد الشاذلي رئيس الاركان علي فكرة المشير احمد اسماعيل بتطوير الهجوم أمر "السادات" بصفته القائد الاعلي للقوات المسلحة بتطويرالهجوم لتخفيف الضغط علي سوريا.. ومع بدء عبور الفرقة 21 المدرعة اخترقت طائرة استطلاع أمريكية مجالنا الجوي وهي تطير بثلاثة امثال سرعة الصوت "3ماخ" اي مايوازي 999مترا في الثانية وبعيدة عن تأثير صواريخنا.. وقامت بتصوير أوضاع قواتنا وقدمتها هدية لطفلتها المدللة فخططت اسرائيل بخبرة امريكية لكيفية التصدي لقواتنا عن طريق انشاء ستائر من الصواريخ المضادة للدبابات ومناطق قتل مستخدمة الاسلحة الامريكية الحديثة التي وصلت مباشرة لجبهة القتال.. وتدفع القيادة المصرية بأربعة ألويه مدرعة بقوة حوالي 400 دبابة وخارج حماية شبكه صواريخ الدفاع الجوي وتحت رحمه الطيران الإسرائيلي في مواجهة 900 دبابة إسرائيلية تستند علي مواقع دفاعية تم تجهيزها بالصواريخ الحديثة. كانت النتيجة فشل تطوير الهجوم وعادت قواتنا إلي داخل رؤوس الكباري بعد ان وصلت خسائرها250 دبابة في مقابل 50 إسرائيلية.. وتتخذ القيادة الإسرائيلية قرارها بالعبور إلي غرب القناة وتختار بناء علي معلومات طائرة الاستطلاع الامريكية الفاصل بين الجيشين الثاني والثالث بمنطقة الدفرسوار.. وتضمنت الخطة "الامرواسرائيلية " قيام فرقة " شارون "بازاحة قوات الفرقة 16 مشاه والاستيلاء علي شريط من الأرض شرق وغرب القناة بعرض 4 كيلو مترات لتكون ساحة للعبور.. وإنشاء وتأمين معبرين تعبرعليهما فرقه " أدان".. ثم تتحرك فرقه "شارون" لتوسيع الاختراق وتحل محلها فرقة "ماجن" في مهمة تأمين المعبرين. وتخترق طائرة الاستطلاع الأمريكية مجالنا الجوي للمرة الثانية وتصور أوضاع قواتنا بكل دقة.. وتقوم القوات المدرعة "الاسروامريكية" بمهاجمة قواتنا علي طول المواجهة وتركز هجماتها علي قطاع الفرقة 16 حد يمين الجيش الثاني.. وتتصدي لها قوات الفرقة وتطلق نيرانا قوية ودقيقة علي أي مدرعة إسرائيلية تحاول الاقتراب منها.. وتفشل المدرعات "الاسروامريكية" في زحزحة قواتنا وفتح الطريق فتدفع اسرائيل ليلا بكتيبة دبابات ولواء مظلات فتفشل ايضا وتتكبد خسائر فادحة في أصعب العمليات وأكثرها دموية ويتم تخليص قوات المظلات في الصباح بمساعدة المدرعات. وللحديث بقية.