كل عام وأنتم بخير أمس أطل علينا عيد الأضحي المبارك.. وكالعادة ومنذ 3 سنوات يمر علينا العيد ما بين خوف علي مستقبل البلد التي نعشقها ونراها تترنح يمينا ويسارا بسبب المتربصين بها من الداخل والخارج.. وبين رجاء أن يكون هذا العيد نهاية لأحزاننا وقلقنا جميعا وأن يكون بداية لاستقرار ننشده.. ووحدة صف نتمناها ونحلم بها داعين المولي عز وجل أن يهدي أبناء مصر الذين لا يريدون إلقاء الماضي سواء كان قريبا او بعيدا خلف ظهورهم.. ليبدأوا مع غالبية الشعب صفحة جديدة لانريدها اقصائية حتي لمن حاولوا اقصاء الجميع والسيطرة والاستحواذ عندما كان بيدهم الامر. لكن الأمر يزداد صعوبة عندما تكون بعيدا عن مصر.. حتي وأنت في اقدس رحلة وأطهر مكان وأجل عبادة.. فمصر التي تعيش فينا.. لم تفارقنا لحظة ونحن هنا بالأراضي المقدسة نؤدي فريضة الحج.. في طوافنا ندعو ندعو لمصر.. وكلما دعونا لها انهمرت دموعنا بغزارة حزنا علي وطننا المنهك.. ورجاء في أن يعود اليها امنها وأمانها وسلامها وسلامتها وعافيتها.. في سعينا نتخيلنا في دروبها وحواريها وشوارعها وقد عادت لأهلها البسمة.. والحكمة.. اما عن يوم عرفة فحدث ولاحرج.. الجميع يدعو خلف شيوخنا وعلماء أزهرنا الاجلاء الذين يتواجدون بكثرة هذا العام بين الحجاج.. الكل يبكي طمعا في مغفرة ربنا وطاعته وتوبته.. وما أن يدعو الشيخ لمصر إلا وترتفع صرخات الحناجر وتنهمر الدموع غزيرة غزيرة.. تدلل علي أن كل الحجاج المصريين مهمومون بوطنهم المفدي.. مشغولون به.. حالمون بعودته لسابق عهده خفاقا عاليا بين الأمم.. والأهم من انشغال ابناء مصر بهموم وطنهم وهو شئ معتاد ومعروف.. لكن تعرف قيمة مصر وأنت تسير بين الحجيج من كل الدول الاسلامية وعندما يعرفون جنسيتك.. ترتفع أصواتهم بالدعاء الذي يحتمون بقوته.. ويطمأنون عندما تكون بعافية وصحة.. الكل يدعو لمصر.. الكل ينتظر عودتها لريادتها وقيمتها وقامتها ومكانتها.. ومنذ أن وطأت قدماي الاراضي المقدسة ومثلي كل الحجاج المصريين وبدنا لاتفارقنا بهمومها وآلامها وآمالها.. الكل يتابع الاخبار الواردة من مصر.. ولعلنا لا نبالغ إذا قلنا إن معظمها أخبار تثير الشعور بالقلق.. حوادث ومشاحنات ومظاهرات واضرابات.. قلق ينتابنا جميعا خاصة كما قلت مع اصرار بقايا جماعة الاخوان علي السير عكس اتجاه الوطن الذي كنا قد بدأنا نسعد بخطواته الاولي للطريق الصحيح.. لكن كل هذا لا يمثل لهم شئيا.. المهم اهداف جماعتهم ومصالحها وليذهب الوطن والمواطنون لجحيم القلق والتوتر.. والادهي انهم يعتقدون زيفا وزورا أن موقفهم هذا موقف غالبية المصريين!! وكأنهم لم يدركوا معاناتنا مع نظامهم المعزول ومؤامرته لصالح الجماعة. اللهم يا رب الأرباب ومسبب الاسباب احفظ مصرنا من كل سوء وقها شرور أبنائها قبل أعدائها.. ندعوك يارب ان تحقق حلمنا الذي خلناه بسيطا وقريبا ببلد نحيا فيه حياة كريمة يقوم علي العدل والمساواة.. أن يعيد مصر كما كانت دائما منارة للعلم والدين.. قبلة المسلمين للباحثين عن الاعتدال والوسطية.. وأن يدفعها لمقدمة أمتها العربية التي بكل تأكيد ستضل الطريق دون قيادة وريادة مصر.. ان ينزع من قلوب أبنائها البغضاء والاحقاد والتشاحن لننقذ بلدنا قبل أن تنزلق لمنحدر سحيق لا عودة منه.. اللهم إننا أودعناك مصر فاحفظها برعايتك وعنايتك..ربنا لا تأخذ مصر بشطط وطمع وجشع أبنائها.. اللهم آمين آمين يا رب العالمين .