إنني علي ثقة بأن الله العلي الكريم سوف يوفق لجنة الخمسين في انهاء مهمتها بما يرضي الله والضمير مستجيبا لآمال وتطلعات الغالبية الكاسحة من شعب مصر في أن يكون لمصر دستور يليق بتاريخها وحضارتها وقيمها الدينية والاخلاقية والوطنية. إن مبعث هذه الثقة هي.. رئاسة عمرو موسي بخلفيته المميزة التي تستند لادائه ومواقفه المتسمة بالحس الوطني في كل ما تولاه من مسئوليات عامة. لقد عرف عنه دوما.. الولاء والانتماء لمصر ولقضايا امته العربية. من المؤكد أن ما تم من توفيق وتوازن في اختيار اعضاء لجنة الدستور وقبلها لجنة العشرة التي اضطلعت بتحديد روح هذا الدستور سيكون له دور كبير في أن تحظي محصلة عمل اللجنة بالرضا الذي ينعكس تأثيره بالايجاب علي نتيجة الاستفتاء. لا جدال ان اختفاء عمليات التضليل والخداع والتجارة باسم الاسلام الذي هو أسمي من كل استغلال يستهدف تحقيق منافع دستورية.. لا علاقة لها بهذا الدين العظيم. انني اتوقع ان يكون هذا الدستورمن واقع الإيمان الصحيح بالتعاليم الاسلامية مجرداًمن المظاهر التي لا تعني شيئا وأن يكون معبراً بحق عن المشاعر الدينية المتأصلة في الشعب المصري. في نفس الوقت لابد وأن يكون نابعاً من احترام لمتطلبات المواطنة باعتبارها عنصراً اساسياً لامن واستقرار الدولة المصرية. حتي نتمكن من بدء مسيرة البناء والتنمية. علي المجتمع أن يدرك ان مصر عاشت علي مدي تاريخها الحضاري عالية الإيمان - دون وساطة أحد - بعقيدتها الاسلامية القائمة علي السماحة التي استمرت لطول تاريخها صاحبة فتح عمرو بن العاص لها. إنه وبعد تأسيس الازهر الشريف منذ ما يزيد علي الالف عام كانت هذه المؤسسة الدينية العريقة التي غمر شعاعها كل الدنيا المرجعية والراعية للاسلام الصحيح لكل مسلمي مصر والعالم. لا جدال الامال واسعة في أن يكون لمصر دستور يقودها إلي تأسيس وطن حر وديمقراطي نفخر به يعلي كل القيم الدينية والانسانية وينطلق نحو النهضة التي يتمناها الشعب المصري بعد طول معاناة.