غادة زين العابدين

من أماني الحروف !

أدهشتني .. كهولة القلوب في شباب البشر.. وآلمني ..أني رأيت الدمع علي الخدود من حَروره خطّ وحفَر..النيل في الأرض شريان، والجدْب في الوادي غضبان ينادي : أين زروعي ..أين المطر.
للنفاق نشوة، لا يدركها إلا أسير النفس، وذليل الكرامة، وللتقوي لذه، لا يذوقها إلا صريح القول، رفيع الشهامة.
الحكم بالبيّنة عدل هو الإنصاف، والحكم بالهوي شطط به إجحاف، وزمان غرقت فيه البيّنة واستحْكم الهوي قلوبًا .. لا تخشي الحق أبدًا ولا تخاف .
مَنْ بني الرمال أطاح بها ومَنْ بني الصروح ارتفعت به، بالسوء ظنوا أن المعاني بيوتًا من رمال .. لكنها كذلك لمن قال ما لا يعنيه، وأظهر رياءًا ما ليس فيه .. نسوا أن الطيور علي أشكالها تقع ..، فانقش ياصريح القول جدران المودة، وأكثر من ثريّات الأماني .
الشر مردود علي مَنْ يجيزه، والخير ممدود لِمَنْ يُجيده، الشر قوّاد للفساد، والخير جوّاد لكل مَنْ به جاد.
للصّمت معني، وللكلام صدَي، لسان الصّمت حقيقة السّر، ولِوَقْع الكلام ذيوع العلَنْ .. فأيّ الصمت خبّأتَه، وأيّ الكلام مازلتَ تهواهُ ! .. يفهم الصمت من مَلَك لسان الصّدق، ويجهل الكلام من لازمَتْه حروف الرياء.. لِصَمْت الحُبّ درجات، ولتبِعات الأنين صرخات، ولحرف الكلام قُدرات .