إليك أرحل ياالله.. إليك تأخذني خطواتي.. ومساري.. وأحلي رغبات حياتي.. وأجمل أمنياتي.. إليك أتوجه في صحبة نور الفجر الذي يعدني بأن يُشرق عليّ الغدّ وأنا في ساحة بيتك.. وفي رحاب رسولك.. هل تُصدق نفسي أنني تلقيت دعوتك.. هل تصدق روحي أني دُعيت لصحبتك.. هل تصدق مشاعري أنني توجهت لغايتي؟ نعم .. ولم لا.. وربيّ الكريم أكرمني .. وربيّ الرزّاق رزقني.. وربيّ الجواد جاد عليّ.. وربيّ الواسع الرحمة المُجيب الدُعاء استجاب لندائي.. ياربي .. ناديتك في جوف ليلي.. ورجوتك من وسط دموعي.. وتذللت لك من باب خضوعي.. ناديتك أن تمنحني شرف زيارة بيتك.. وكرامة بلوغ قبر رسولي.. ناديتك.. يامن منك الوجود .. وإليك اللجوء.. ويامن إليك السؤال.. ومنك الاستجابة.. فاستجبت ياالله بالقبول لعبدتك الذليله أمامك ..ومنحت ياالله لعبدتك الفقيرة إليك .. فكان في القبول مزيدا من خضوعي.. وخشوعي.. وخوفي وفرحي ولهفتي وانتظاري.. ياالله هاأنا أشد الرحيل إليك.. زادي شوقي إليك..دعائي تلبية فروض طاعتك.. وجهتي نحو بيتك العتيق.. فوزي أن أفوز بحج مبرور وذنب مغفور برضاك.. ها أنا ..سأبحر إلي ساحات بيت الله .. أنشُد رحابته.. استقبل وجهته .. أخضع.. أركع .. أستغفر .. أعلن علي الملأ أن لاإله إلا الله وحده ربي .. وحده خالقي .. وحده رازقي.. هاأنا.. سألبي.. وأقر وأشهد وأنطق بالنداء الجارف للمشاعر.. النداء المُستدعي للدموع.. نداء التلبية لدعوتك العظيمة.... نداء التوحيد لوجودك.. والتثبيت علي أن لاإله غيرك.. نداء الحمد علي كُل ماأعطيت لنا من فضل الزيارة.. نداء الخضوع والإقرار بأنك وحدك مالكُ المُلك.. ونداء الاعتراف بأن لاشريك لك.. ها أنا أبدأ بترديد " لبيك اللهم لبيك.. لبيك لاشريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة والمُلك لك .. لاشريك لك لبيك".. أتوق للطّواف بالبيت العتيق.. وأدرك أن أحاسيس الخوف ستمتزج بالفرح .. وتشوقات القلب ستلامس رجفات الجسد.. وتمنيات العباد الخاضعة للهفة رحمة الرحمن تعانق الأُمنيات.. ياالله .. ماأروع أن أعيش أحلي اللحظات المخطوفة من العمر، والتي سأتشبث فيها وبأستار الكعبة.. أتعلق فيها برمز الخلاص.. وقبول الدعاء.. ويلهج صوتي بالدعاء إليك.. والشفاعة من رسولك.. وأرددها مرارا وتكرارا.. ونداء وإلحاحا " اللهم رضاك والجنة"..أي ربي وحق بيتك الكريم.. أكرمني برضاك والجنة.. وبلذة النظر إلي وجهك الكريم.. ومرافقة نبينا محمد صلي الله عليه وسلم في جنات النعيم.. سأتطلع ياالله عن بعد لحجرك الأسود الكريم.. سأنظر منه إلي خط الأفق الأعلي الذي يلاقيني بك.. ينقل إليك خطوات طوافي ببيتك عابدة..مُوحدة.. مُستغفرة..تائبة.. مُسبحة..مُلبية.. لينقلني الطواف حول بيتك .. بداية بخط تلاقي حجرك.. إلي نهاية أشواطي إلي إحساس لن يغادرني بأن أظل علي العهد والوعد لك ياالله .. ولرسولك الحبيب وبأن أسير علي نهج السائرين برحمتك وهدايتك علي الصراط المستقيم.. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم.. اللهم آمين .. أمني بها ياالله وأمن بها كل المسلمين.. يارب .. عبدتك الضعيفة علي بابك.. تطرقه طلبا لتحقيق الرجاء.. وأملا في استجابة الدعاء.. وطمعا في الرحمة.. ورجاء في تقبل الحجة ونيل ثوابها والعودة منها سالمة غانمة .. وراضية مرضية بإذنك ياالله.. مسك الكلام.. أول دعائي في بيت الخالق الحافظ بإذن الله سيكون لمصر وأهلها، فياأهل مصر أستودعكم مصر.. وأوصيكم خيرا بها .