قناة الجزيرة تخصص برنامجا مسائيا يوميا لتغطية غزوات الإخوان للشارع المصري.. وفي حلقة الجمعة 02/9/3102 وصف الضيف الإخواني البارز مظاهرات ذلك اليوم بأنها مختلفة شكلا وموضوعا عما سبقها من مظاهرات قائلا انه لأول مرة يفوق عدد غير المحجبات عدد المحجبات بمظاهرات إخوانية- نعم سمعت هذا القول من رجل ظهر وذقنة يتعدي طولها الخمسة عشر سنتيمترا والزبيبة علي وجهه يتعدي عمرها الخمسين عاما ورغم مظهره هذا لم يتورع عن التفاخر والاستبشار لنفسه ولإخوانه بالتطور النوعي الحادث بمظاهراتهم التي ازدانت بأعداد كبيرة لغير المحجبات!!. والكلام بالطبع لا يحتاج تكذيبا لانه يتناقض مع شكل وتواجه قائلا وهذا هو مالفت نظري الي حالة الفصام الفكري والفعلي التي يعيشها هؤلاء الاخوان حيث نجدهم يتحدثون فيما بينهم وبين مريديهم بخطاب ديني خالص يتمحور حول نصرة الإسلام والجهاد في سبيل الله والعمل علي إحياء دولة الخلافة الاسلامية، ثم عندما يخرجون علي الملأ يتحدثون عن دولة المواطنة والحرية والديمقراطية للدرجة التي اوصلت صاحبنا هذا أن يمني نفسه وأصحابه بتأييد الليبراليين والعملمانيين »غير المحجبات« الذين طالما ومازالوا يخونونهم ويفكرونهم قاصرين الإسلام والايمان علي الشيوخ والمنقبات والمحجبات. وفي الحقيقة ان ما صدر عن هذا الاخواني ليس خطأ أو رأيا فرديا لكنه في الواقع منهج جماعي متأصل في الجماعة وقد رأينا هذا واضحا في اعتصام »رابعة« وكيف كان خطاب المنصة دينيا حماسيا جهاديا مصحوبا بالتكبيير المتكرر- لدرجة انهم صوروا الاطفال وهم يحملون الاكفان في رسالة مفادها أنهم جميعا لن يبرحوا رابعة حتي ينالوا شرف الشهادة في سبيل الله والإسلام رغم ان الغرض المعروف من الاعتصام هو الرغبة لعودة »مرسي« والاخوان الي السيطرة علي الحكم في البلاد ولذلك كانوا عندما يتحدثون خارج رابعة في شتي وسائل الاعلام كان يتمحور حديثهم علي الصندوق والشرعية والانقلاب والديمقراطية دون ان يتحدثوا بأي سيرة عن الدولة الدينية وحكم المرشد الذي يريدون اخضاع الدولة له. ايضا الرئيس المعزول محمد مرسي نجده قد اتخذ نفس النهج واضحا جليا عندما أعلن عن اتفاقه مع القوي الثورية علي ان تكون مصر دولة مدنية تتسع لكل الاطياف ووعد أنه لو نجح فإنه سوف يكون رئيسا لكل المصريين- ثم بعد ان رجحت اصوات القوي المدنية كفته ونجح في انتخابات الإعادة لم يلبث ان حنث بالاتفاق وخالف ما وعد به في العلن لكنه اكد التزامه بما اتفق عليه مع مكتب الارشاد ليسير في طريق الدولة الإخوانية متصورا هو وجماعته أنهم ركبوا الدولة وامسكوا بلجامها. لكن الشعب خيب ظنهم ورفض ان يحكمه رئيس مرؤوس أو أن يكون القائد عبارة عن واجهة لتنظيم خفي يحكمه ويوجهه من خلف الستار، فهب ثائرا في 03/6 رافضا لحكم الإخوان الفاشل ذي الوجهين وأيده في ذلك الجيش والشرطة والقضاء والاعلام، واسقطت دولة الاخوان ووضعت خارطة زمنية لبناء مؤسسات الدولة من جديد تصحيحا لمسار ثورة يناير التي انحرف بها الاخوان- لكن الاخوان يحاولون التشبث بأخطاء الماضي ويصرون علي السير في عكس الاتجاه منكرين لاخطائهم ويقومون بتكرارها دون ان يدروا بعد ان فقدوا البصيرة واصبحوا لا يدركون ان محاولاتهم المستمرة لايقاف مسيرة الدولة تزيد من غضب الشعب عليهم وتفقدهم اي امل في التعاطف معهم، واقول لهم اذا كنتم تراهنون علي ان هناك خلافا بين الناس علي مستقبل القيادة في مصر عسكريا أو مدنيا فعليكم ان تدركوا انه ليس هناك ادني خلاف علي رفض الجميع للإخوان بل تحميلهم مسئولية اخفاقات ثورة يناير حتي الان.