تجاوبا مع التطلعات الوطنية حان الوقت لأن يتسم تحركنا لمواجهة أي عدوان أو تجاوز علي إرادتنا وحقوقنا الوطنية بالسرعة والحسم والردع الذي يتوافق ومكانة وثقل وكرامة مصر. لا جدال أنه أمر يثير الحزن أن يتأخر الرد علي السلوك الخارج الجلياط من جانب تونس الدولة العربية الصغيرة - 6 ملايين نسمة - الذي استهدف الاساءة إلي نجاح ثورة 30 يونيو المصرية في إسقاط حكم جماعة الإرهاب الإخواني. إن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بدلا من أن يركز خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة علي الحديث عن أحوال تونس المتردية ومشاكلها التي لا تعد ولا تحصي نتيجة نجاح حزب النهضة في السطو علي ثورتها.. جنح إلي مجاملة جماعة الإرهاب الإخواني في مصر التي مارست سرقة ثورة 25 يناير المصرية. تعمد بقلة ذوق وفقدان للياقة النيل من إقدام الشعب المصري علي إسقاط الحكم الإخواني. ما حدث من جانب هذا المرزوقي أثار حفيظة دولة الامارات العربية الشقيقة وهو ما دفعها إلي المبادرة باستدعاء سفيرها في تونس احتجاجا علي هذا التجاوز في حق مصر. أليس غريبا أن تأتي مبادرة هذا التحرك المشكور من جانب الشقيقة الامارات. لقد كان أولي بحكومتنا أن تغضب وتثور فور ما بدر من هذا التونسي ضد الشعب المصري الذي مارس حقه المشروع في التعبير عن إرادته تجاه ما ارتكبه الحكم الإخواني ضد مقومات الدولة المصرية العريقة. إنني لا أفهم السبب الذي منع حكومة مصر والمسئولين عن إدارة شئونها بعد ثورة 30 يونيو من اتخاذ قرار سحب السفير المصري وطرد السفير التونسي دون ان ننتظر الخطوة الاماراتية.. ردا علي الاهانة المتعمدة من جانب المرزوقي العضو في العصابة التي امتهنت التجارة بالدين. الغريب والمثير انه لا توجد مصلحة مصرية في الحفاظ علي العلاقات مع هذه الدولة المغلوبة علي أمرها التي شاء سوء حظها أن تقع فريسة لهذا التنظيم القرين لجماعة الارهاب الإخواني في مصر. هل هانت علينا كرامتنا إلي هذا الحد الذي يجعلنا لا نتخذ مثل هذا القرار الصائب في مواجهة هذا الانحطاط من جانب المنتمين لجماعات التطرف والارهاب الفاقدة لانتمائها التونسي والعربي. كان منطقيا أن يصدم هذا الموقف المتخاذل من جانب الحكومة.. الشعب المصري الذي قام بثورتين أذهلتا العالم. إننا ونحن نتوجه بالشكر للموقف الإماراتي الذي عبر عن الغيرة علي كرامة الشقيقة الكبري مصر.. نقول إن قرار سحب السفير المصري ما كان يجب ان يتأخر لحظة واحدة حتي يعلم الجميع أن كرامة مصر ليس مشاعا لكل من هب ودب.