»القلب لا يكذب أبدا« عنوان مجموعة قصصية أعيش في أغوارها مؤخرا، وهي من تأليف استاذي وزميلي الكاتب الكبير سمير عبدالقادر اعتز بهذه المجموعة القصصية ليس فقط لانني احترم استاذي الذي تعلمت علي يديه الكثير منذ بداية مشواري الصحفي ولكن لانها تحمل قصصا من الحياة، صورا انسانية لاشخاص يعيشون بيننا، اشعر انني قد التقيت ببعضهم في الواقع وبالفعل اكد مؤلف الكتاب ان هذه القصص مجموعة صور من الحياة لاناس صادفهم وتحدث معهم، شخصيات مختلفة ومتباعدة ومتنافرة احيانا، ولكنها جميعها شربت من كأس الحياة. تتميز كل قصة بأنها تتحدث عن شخصية منفردة بأسلوب رشيق وشائق، وهذا دفعني لوضع النسخة الخاصة بي من كتاب »القلب لا يكذب ابدا« وسط أوراقي في حقيبة اليد التي احملها معي في كل مكان، وعندما اشعر بالضيق او الضجر تتسلل اصابعي داخل الشنطة لتلتقط هذه المجموعة القصصية لاقرأ بعض صفحاتها، كم هونت علي هذه القصص الانتظار الممل في اشارات المرور او الوقوف لدفع الفواتير او الجلوس في عيادة احد الاطباء. كانت القراءة هي دائما هوايتي المفضلة، ففي ايام الطفولة والشباب كانت القراءة نشاطا منتظما امارسه في اوقات الفراغ وخلال العطلات والاجازة الصيفية بقصد تمضية الوقت وبهدف اكتساب المهارات والمعرفة، كنت أعكت علي قراءة الكتب والمجلات والصحف اليومية وكنت احرص علي حمل مادة القراءة في اي مكان اذهب اليه لانني مؤمنة بأن القراءة تثقل الشخصية وتساعد علي اثراء العقل.. وطوال مشواري الصحفي علي مدي أربعة عقود كنت اقرأ واقرأ واقرأ خاصة ما يتعلق بعملي وكتاباتي، اما اليوم فأنا اقرأ لاستمتع بالحياة وبتجارب الآخرين، اختار الكتاب الذي يعجبني والمؤلف الذي ارتاح اليه وتتماشي افكاره مع افكاري.. فقد اصبحت القراءة بالنسبة لي بعد بلوغ سن المعاش مثل الاكل والشرب والنوم فهي التي تجعلني اعيش في سلام مع نفسي والمحيطين. تصور لنا المجموعة القصصية عددا كبيرا من النساء، المرأة التائهة في الحياة في قصة »هكذا خلقني الله«، كما يصور الام الحائرة مع طفلها امام ضغوط الحياة المادية في قصة »دموع علي وجه طفل« ويتحدث عن »الديمقراطية في الحب« ويؤكد الكاتب في رواية جذابة عن الزواج ان الحب لا يعترف بالسن، وقد دمعت عيناي وانا اقرأ قصص »زوجي اصبح غريبا عني« و»القديسة الحالمة« و»ذكريات مست قلبي« وقام الكاتب بالاجابة عن اسئلة محيرة من خلال قصص مثل »هل يستيقظ الحب؟«، »هل انا مذنبة«، »هل تقول المرأة ما في قلبها؟«، »هل الحب شعور ابدي؟«، »ماذا وراءك ايها العقل؟« كما يقدم نصائح للشباب والزوجات استخلصها في مشواره الثري في الحياة. وأهمس في اذن من لم يتعود علي القراءة والاطلاع كهواية ان القراءة تجعل الانسان يعيش في سلام مع نفسه وان الكتاب خير صديق وان القراءة عادة مكتسبة وعليه ان يبدأ علي الفور باختيار كتاب سهل ومسل يجلس به في مكان جيد التهوية والانارة وبعيدا عن الضجيج وسوف يكتشف سر جمال هواية القراءة.