تواصلت في نيويورك أمس فعاليات الدورة الثامنة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة. ولليوم الثاني علي التوالي تناوب عدد من زعماء العالم علي منصة الأممالمتحدة. و شهدت أروقة الأممالمتحدة تحركات دبلوماسية مكثفة وسلسلة من اللقاءات الثنائية الهامة واللقاءات النوعيي التي وقعت خلالها اتفاقت دولية. وهيمنت المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني والحرب الأهلية في سوريا والمشتعلة منذ عامين ونصف علي المناقشات بحثا عن حل سياسي للأزمة أو قرار حازم من مجلس الأمن. من جهة أخري عقد علي هامش الجمعية العامة اجتماع دولي حول لبنان واجتماع آخر حول اليمن بالإضافة إلي لقاء بين وزراء خارجية مجموعة الثماني. في مشهد لم يتكرر منذ عام 2005 تصافح الرئيسان الإيراني حسن روحاني والفرنسي فرانسوا أولاند الذي أصبح أول زعيم غربي يجتمع مع الرئيس الإيراني الجديد. وتناولت محادثات الرئيسين التي جاءت علي هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة البرنامج النووي الإيراني والأزمة السورية. كان أولاند قد أكد في كلمته للجمعية العامة أنه يتوقع "لفتات ملموسة" من إيران لإظهار تخليها عن برنامج نووي عسكري. وبعدما ترقب العالم بأسره مصافحة تاريخية بين روحاني ونظيره الأمريكي باراك أوباما لم يلتق الرئيسان وغاب روحاني عن الغداء الذي أقامه السكرتير العام للمم المتحدة بان كي مون حيث كان من المفترض أن يتم اللقاء بسبب تقديم مشروبات كحولية بحسب شبكة سي ان ان الاخبارية. وقال مسئول في البيت الأبيض رافضا كشف هويته "أوضحنا أننا منفتحون علي مشاورات غير رسمية لا لقاء ثنائيا وتبين أن هذا الأمر بالغ التعقيد حاليا بالنسبة للإيرانيين". من جانبه أوضح روحاني في حوار مع قناة سي ان ان التليفزيونية الأمريكية أن الوقت "لم يكن كافيا" للتحضير لهذا اللقاء الذي يمكن أن يحدث "من حيث المبدأ في بعض الظروف". كما أكد روحاني في الحوار ان النازيين ارتكبوا جريمة تستحق الإدانة ضد اليهود لكن الأمر متروك للمؤرخين لتحديد نطاق ما حدث وأضاف نحن ندين قتل أي شخص أيا كانت ديانته لكن أن تغتصب جماعة أرض جماعة أخري فهذا أيضا أمر يجب إدانته في إشارة للأراضي الفلسطينية المحتلة. كان روحاني قد تفادي في كلمته أمام الجمعية العامة أي إشارة إلي أن إسرائيل ليس لها الحق في الوجود علي عكس سلفه أحمدي نجاد الذي دعا إلي "محو إسرائيل من الخريطة" وانتقد روحاني بشدة المعاملة التي يلقاها الفلسطينيون لكن دون أن يذكر اسرائيل بشكل مباشر. وأكد روحاني أن بلاده لا تشكل تهديدا للعالم أو لمنطقتها داعيا الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتجاهل مصالح جماعات الضغط المؤيدة للحرب. وندد روحاني بالعقوبات الدولية المفروضة علي بلاده موضحا ان الاسلحة النووية لا مكان لها في "عقيدتنا الدفاعية والدينية والاخلاقية" لكنه شدد علي حق بلاده في تطوير تكنولوجيا نووية سلمية. وأكد روحاني أن أكبر خطر يواجه الشرق الأوسط الآن هو وقوع الأسلحة الكيماوية في أيدي الجماعات الإرهابية المتطرفة في سوريا مرحبا بقبول النظام السوري تسليم أسلحته. وأدان روحاني الذي وصف الإرهاب بأنه "آفة عنيفة" استخدام الطائرات دون طيار. من جهة أخري بحث روحاني مع كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي سياسات طهران الاقتصادية وسبل تعزيز العلاقات. كما اعرب روحاني خلال لقائه مع وزير خارجية ألمانيا جيدو فيستر فيله عن أمله في أن تلعب ألمانيا دورا فعالا لحل النزاع النووي.