مجدى فكرى "المحقق" ىتوسط هانى النابلسى "البصاص" و نهاد سعىد "ألمظ الغازىة" فى عرض "سلقط فى ملقط" مع استقرار الاوضاع الأمنية وتقليص ساعات حظر التجوال، تعود الليلة من جديد مسرحية "سلقط في ملقط" لقاعة صلاح عبدالصبور بمسرح الطليعة لمواصلة النجاح الجماهيري الكبير الذي حققته الفترة الأخيرة، المسرحية توقفت عروضها عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وسبق ان تم ايقاف عروضها من قبل جهات سيادية في عهد نظام الرئيس المعزول محمد مرسي، لانتقادها المباشر ل "سلق" الدستور علي يد جماعة الإخوان، وغيرها من السياسات السيئة، ويتطرق العرض لظاهرة الارهاب التي مارسها "حازمون" بتوجيهات من حازم أبو إسماعيل للإعلاميين ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامي في إسقاطات مباشرة ترفض القهر والديكتاتورية المتاجرة بالدين والدين منها براء. فكرة المسرحية مأخوذة من "المحقق الذي فقد عقله" الذي كتبه رأفت الدويري منذ ما يقرب من 40 عاما، وتناولها المخرج إيميل شوقي في اعداد يخدم رؤيته الابداعية التي تتوافق مع الاحداث الجارية في واقع الوطن التي يقدم لها تفسيرا بالمواقف المتمائلة بأسلوب كسر الايهام، ويشارك في بطولة العرض مجدي فكري، هاني النابلسي، عبير الطوخي، مراد فكري، سميحة عبدالهادي، حسان العربي، جلال الهجرسي أحمد زايد، نهاد سعيد، ديكور ناصر عبدالحافظ، وملابس ياسمين جان واستعراضات عزت أبو سنة وأشعار عصام غنام وموسيقي كريم عرفة. تدور الاحداث في المسرحية حول مقتل الراجل الظالم "جساس"، وهو كبير احدي القري بالصعيد، يأتي وكيل النيابة "مجدي فكري" ليحقق في واقعة القتل فيفاجأ ان كل شخص في القرية يعلن أنه هو الذي قتل "جساس"، ومع تصاعد الأحداث يفاجيء وكيل النيابة الجميع بأنه هو الذي قتل "جساس" بسبب وقوفه في طريق مستقبله وحبه لإحدي فتيات القرية التي حولها "جساس" لمجرد راقصة تدعي "ألمظ" للترفيه عنه، في نهاية العرض تكشف الأحداث أن "جساس" ما هو إلا رمز للظلم والقهر والاستبداد الذي يعاني منه المصريون. عنوان العرض "سلقط في ملقط" له أصول شعبية،تعود قصته إلي رجل عربي كان يملك كمية كبيرة من العسل، تركه أمانة عند صديقه لحين عودته من السفر، ولكن ابن صديقه كان يشرب من العسل كل يوم دون معرفة والده، حينما عاد الرجل ليسأل عن العسل وجده قد انتهي فسأله ما سال العسل قط؟، قال له صديقه لا، فسأل ما مال العسل قط؟، فقاله له لا، أي نفي حدوث الشيء، وكأن عنوان المسرحية جاء ليسأل أين هي الثورة التي تركها الثوار امانة في يد من تولوا المرحلة الانتقالية والمقصود بهم "المجلس العسكري"، والاطياف السياسية، والاحزاب الثورية الوليدة التي خدعت وعود جماعة الاخوان وعاونتها علي سرقة الثورة، والعرض يحتوي علي أكثر من مغزي، لكنه يؤكد علي في دعوة سياسية غير مباشرة إلي ضرورة مواصلة التمرد والثورة علي أي شيء يحول دون تحقيق حرية الناس وتوفير العدالة والعيش الكريم لهم، وعدم الصمت حيال الظلم والقهر أيا كان من يمارسه أو يحاول فرضه بأي صورة من الصور علي الأمة، وجمال العرض انه يطرح خطابه المسرحي المراد توصيله للناس في المطلق فهو لا يدين أحدا بالاسم، ولا يتحدث عن شخص بعينه، وفي نفس الوقت فهو يمجد كل شخص قام بالثورة بصرف النظر عن انتماءاته، رغم ما يطرحه من إسقاطات سياسية لها دلالات واضحة بالاشخاص والجماعات والاطراف المتنافرة في الانتماءات، والمهم في العرض إنه يعلي مصلحة الوطن، مصلحة مصر، فوق كل هؤلاء، وفوق كل الصغائر التي تكشفها الممارسة.