كالعادة، لم يحدث شيء. وزارة الآثار تبلغ عن اختفاء سبع قطع نادرة من المتحف الاسلامي، بلاغ إلي النيابة يعقبه تحقيق صوري ثم ينطوي كل شيء الي ان ننتبه علي سرقة اخري، لقد جرت سرقات كبري في مجال الاثار الاسلامية غير مسبوقة، تابعت اختفاء منبر مسجد المارداني الذي تم تفكيكه بالكامل، ويعتبر من اندر القطع الغنية، ليس في مصر فقط، انما في العالم الاسلامي كله ستة وثمانين حشوة من الأبنوس وسن الفيل، النقوش في ذاكرتي فلكم تأملتها وفي برنامج تجليات مصرية الذي اعددته لقناة دريم خصصت حلقة كاملة لهذا المنبر استغرقت ساعة وتعتبر هي المرجع الوحيد عنه الان الذي يحتفظ بتضاريسه وجماليات نقوشه، كتبت منبها في الأخبار وناشدت المسئولين عبر برنامج التليفزيون وحددت القطع الاثرية التي يمكن ان تسرق وسلمت المرحوم اللواء حمدي عبدالكريم قائمة بما اتوقع سرقته بالقياس الي ما تم اختفاؤه فعلا، وجري ما توقعته، اذ تم تفكيك كرسي المصحف لجامع قايتباي، وجزء من اللوحة الرخامية في الجامع الازرق، توالت السرقات وارتفع معدلها في الاثار الاسلامية، وكنت اشير دائما الي دولة عربية تبني اضخم متحف للفن الاسلامي، بالطبع كنت اعني دويلة قطر، وطالبت بالانتباه الي محتويات هذا المتحف وما سيعرضه، من اين لقطر بقطع الفن الاسلامي النادرة وتاريخها يخلو حتي من لوح خشب خام، غير ان المال يوفر كل شيء، وللاسف تشير كل الدلائل الي تواطؤ علي مستوي عميق، فمنبر المارداني مثلا وكرسي مصحف قايتباي يحتاج تفكيكهما الي خبرة فنية متخصصة لا تتوافر إلا في المشرفين ذوي العلاقة وقد جري التحقيق مع بعضهم بالفعل، حتي الآن لم تقم وزارة الاثار بإبلاغ منظمة اليونسكو بقائمة الآثار الاسلامية التي تم الاستيلاء عليها من المساجد والمواقع الاثرية، لقد وصل الأمر الي الاستيلاء علي بعض العناصر النادرة من المقابر الخاصة بالأهالي، هكذا اختفت مظلة خشبية نادرة من مقبرة الخفير كنت أمر بها يوميا، أي انه توجد خطة دقيقة لتجريد مصر من ميراثها الحضاري والذي تعرض لعملية نهب منظم بعد ثورة يناير ومازال مستمرا، وكل الدلائل تشير الي هذه الدويلة التي تصدر إلينا الخراب والارهاب وفتاوي القرضاوي والاستيلاء علي أنفس ما نملك بالتعاون مع أصحاب الذمم الخربة، لذلك انبه الي ضرورة تشديد الحراسة علي مواقع الاثار الاسلامية النادرة ومراقبة هذا المتحف الضخم الذي سينشأ للاثار في بلد يخلو تماما من أي آثار.