مصر دولة شابة لانها تمر بمرحلة تحول سكاني نظرا لازدياد اعداد الشباب، وهذا كان واضحا خلال مظاهرات 03 يونيو و62 يوليو، الاحصاءات كشفت ان حجم السكان اقل في العمر من 03 سنة يمثلون حوالي 24٪ من تعداد مصر، ولذلك أهتم كثيرا بقضايا الشباب خاصة ما يتعلق بصحتهم وتعليمهم وثقافتهم وتوجهاتهم السياسية ومشاركتهم المجتمعية، وقد تلقيت مؤخرا دعوة من الدكتورة نهلة عبدالتواب ممثل مجلس السكان الدولي لحضور ندوة تحت شعار »انهاء حالة الصمت« حول الصحة الانجابية لدي الشباب في مصر. سارعت للمشاركة في هذه الندوة لانها المرة الاولي منذ اكثر من عامين التي اتلقي فيها دعوة لحضور مؤتمر او ندوة تناقش الصحة الانجابية او تنظيم الاسرة، او تحديد النسل حتي خيل لي اننا سيطرنا علي مشكلة الانفجار السكاني وهي المشكلة التي تعوق الجهود التنموية للنهوض باقتصاد البلاد وتلتهم جزءا كبيرا من العائد القومي، كما انني كنت حريصة علي متابعة نتائج الابحاث والبرامج الخاصة بالصحة الانجابية للشباب حيث تستعرض الندوة نتائج سبع دراسات خاصة باحتياجات الصحة الانجابية للشباب واري من المشكلات التي تواجه بلادي تحتاج للبحث العلمي لايجاد حلول علمية لها في شتي المجالات، والابحاث في هذا المجال تلعب دورا محوريا في تحديد التفاوت الاجتماعي والاقتصادي واوجه القصور التي تقف عائقا امام تحقيق التنمية الشاملة. اكدت الابحاث السبع ان »ثقافة الصمت« هي احد اهم المشكلات التي تواجه الباحثين اثناء اجراء هذه الابحاث والتي قاموا بتنفيذها من خلال مشروع قام به مجلس السكان الدولي علي مدي 81 شهرا وشارك فيها 52 باحثا وباحثة من الشباب من اعضاء هيئة التدريس بالجامعات والمنظمات غير الحكومية ووزارة الصحة والسكان واوصت الابحاث والدراسات مجتمعة علي الحاجة الماسة لإنهاء حالة الصمت تجاه مشكلة الصحة الانجابية. واوضحت الدراسات والابحاث انه من الضروري تواصل الامهات مع بناتهن حول الصحة الانجابية وناقشت مخاوف الامهات من كثرة الدخول في حوارات مطولة بهذا الشأن حتي لا تشجع كثرة المعلومات بناتهن علي الانخراط في سلوكيات غير لائقة واكدت علي اهمية تواصل الاباء والابناء في اعطائهم هذه المعلومات وان ذلك لا يتعارض مع التعاليم الدينية والقيم الاخلاقية، واوصت الدراسات بتعليم الصحة الانجابية بشكل موضوعي للطلبة في المدارس حيث تدرس هذه المادة في الصف الثالث الإعدادي وغالبا ما يتجاوز المدرسان هذا الفصل من المقرر الدراسي كما طالبوا بتفعيل العيادات الصديقة للشباب والكشف قبل الزواج والتي لا تحظي بالاقبال المرجو من الشباب كما طالبوا باشراك المؤسسات الدينية ووسائل الاعلام في رفع الوعي بهذه المسائل لدي الشباب. واهمس في اذن الاباء والامهات بضرورة الحوار المستمر مع الابناء والبنات في شتي موضوعات الحياة وتوعية الشباب بان الزواج ليس فقط اكلا وشربا واداء الاعمال المنزلية والانفاق علي البيت بل مشاركة في الحياة كلها كرحلة بين شخصين.