بالأرقام.. نتائج انتخابات مجلس الشيوخ 2025 في البحيرة رسميًا    السيسي: الدولة المصرية تواصل دورها تجاه غزة رغم حملات التشويه والتضليل    مشهد تمثيلي يقود شخصين ل«التخشيبة».. ماذا حدث على مواقع التواصل؟ | فيديو    مجلس الوزراء يستعرض نتائج تجريب برنامج تقديم الوجبات المدرسية الساخنة    تشغيل الغلاية الرئيسية لمصفاة أنربك بالهيدروجين كوقود    «قانون الإيجار القديم».. طرق الحصول على شقة بديلة حال ترك الوحدة المستأجرة    قطاع الأعمال: القابضة للغزل تستهدف أرباحا لأول مرة منذ عقود في موازنة 2025-2026    تراجع الأونصة عالميًا الآن.. سعر الذهب اليوم الأربعاء 6-8-2025 وعيار 21 الآن بالمصنعية    «المصريين»: زيارة رئيس فيتنام لمصر خطوة استراتيجية نحو شراكة شاملة    إسرائيل كاتس يدعم رئيس أركان جيش الاحتلال بعد انتقاده من يائير نتنياهو    برلمانيون: زيارة رئيس فيتنام لمصر تؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الاستراتيجي    نونيز يخضع للكشف الطبي اليوم تمهيدًا لانضمامه إلى الهلال السعودي    خرق جديد لاتفاق الهدنة.. مسيرة إسرائيلية تلقى قنبلتين صوتيتين على بلدة الخيام جنوبى لبنان    ماسكيرانو: استمرار غياب ميسي عن مواجهة بوماس غدًا.. ولا داعي للقلق    الزمالك يستهدف ضم البرازيلي خوان ألفينا بيزيرا    مانشيني: سعيد في روما.. وأرفض الرحيل للدوري السعودي    إصابة 11 شخصا في انقلاب ميكروباص بالشرقية    الطقس غدا.. حار بأغلب الأنحاء وارتفاع بالرطوبة وشبورة والقاهرة 34 درجة    السرعة الزائدة تتسبب في انقلاب شاحنة أسمدة على طريق الفيوم – القاهرة دون إصابات    رئيس منطقة سوهاج الأزهرية يتفقد لجان امتحانات الدور الثانى للشهادات الأزهرية    وفاة صغيرين دهساً تحت عجلات القطار في محطة ايتاي البارود بالبحيرة    ضبط مسئول عن كيان تعليمي غير مرخص بالقاهرة لقيامه بالنصب والاحتيال على المواطنين    إصابة 3 أشخاص في انقلاب تروسيكل بشمال سيناء    مدبولي: الرئيس السيسي وافق على افتتاح المتحف المصري الكبير 1 نوفمبر المقبل    حوار| نائب المسرح القومي: نجاحنا بالإسكندرية كشف تعطش الشباب للفن الحقيقي    أشرف زكي عن محمد صبحي: حالته مستقرة ويتواجد في غرفة عادية    زوجات وأمهات رائعة.. أفضل 3 نساء مهتمات في الأبراج    تعزيز التعاون في مجال البحث العلمي لعلاج الأورام السرطانية    الرعاية الصحية تقدم 1.4 مليون خدمة طبية بمستشفى الرمد التخصصي ببورسعيد    رئيس جامعة حلوان يؤكد ضرورة الإسراع في استكمال المجمع الطبي الجامعي ويدعو لدعمه    رئيس جهاز مدينة الشروق يتفقد مشروع التغذية الرئيسي بالمياه بعددٍ من المجاورات بمنطقة الرابية    وكيله: الأزمة المالية للزمالك أثرت على سيف الجزيري    روكي الغلابة لدنيا سمير غانم يحصد 18.7 مليون جنيه خلال أول أسبوع بالسينما    محافظ أسيوط والسفير الهندى يفتتحان المهرجان الثقافى الهندى بقصر الثقافة    خبير أمن معلومات: حجب «تيك توك» ليس الحل الأمثل.. والدولة قادرة على فرض تراخيص صارمة    اتحاد الكرة يخطر بيراميدز باستدعاء «كنزي وفرحة» لمعسكر منتخب الناشئات    بوتين يستقبل ويتكوف فى الكرملين    «اوعي تتخلصي منه».. طريقة تحضير طاجن أرز بالخضراوات والبشاميل من بقايا الثلاجة (الطريقة والخطوات)    الكليات المتاحة بالمرحلة الثانية 2025 للشعبة العلمي ورابط تسجيل الرغبات عبر موقع التنسيق الإلكتروني    أحمد حمودة: وسام أبو علي خسارة فنية للأهلي وعدي الدباغ صفقة رابحة للزمالك    اعترافات الحكم محمد عادل: رشوة مرفوضة وتسريب مدبّر من داخل لجنة الحكام    تركي آل الشيخ يعلن عن ليلة موسيقية ضمن فعاليات كأس العالم للرياضات الإلكترونية    محافظ أسوان يؤكد دعم الاستعدادات لإقامة احتفال المولد النبوي مطلع سبتمبر    بتروجت يستعير رشيد أحمد من زد    غارات إسرائيلية مكثفة على غزة.. وأوامر إخلاء جديدة لسكان حي الزيتون    34 شركة خاصة تفتح باب التوظيف برواتب مجزية.. بيان رسمي لوزارة العمل    تعرف على أسعار الأسماك اليوم الأربعاء 6 أغسطس 2025 بمحافظة بورسعيد    وزير النقل يترأس أعمال الجمعية العمومية العادية لشركة القاهرة للعبارات    قافلة "حياة كريمة" تقدم خدماتها الطبية لأكثر من 1000 مواطن بقرية الإسماعيلية بمركز المنيا    موعد المولد النبوى الشريف باليوم والتاريخ.. فاضل شهر    مندوب فلسطين بالأمم المتحدة: لا يوجد مبرر لقتل 60 ألف فلسطيني    ما حكم صلاة ركعتين قبل المغرب؟.. الإفتاء توضح    ناس وسط البلد أسرار من قلب مصر    دعاء الفجر | اللهم اجعل لنا من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا    "المنبر الثابت".. 60 ندوة علمية بأوقاف سوهاج حول "عناية الإسلام بالمرأة"    حالات يجيز فيها القانون حل الجمعيات الأهلية.. تفاصيل    اللجنة العامة ببني سويف تستقبل إجراءات الحصر العددي للجان الفرعية -فيديو    نشرة التوك شو| إقبال كبير على انتخابات "الشيوخ".. و"الصحة" تنفي فرض رسوم جديدة على أدوية التأمين الص    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
الإرهاب.. والإخوان

لايزال ملف الارهاب الاسود للاخوان مفتوحا بالعنف والسوابق تشهد علي خطط الجماعة السرية من اغتيال الخازندار الي النقراشي الي محاولات اغتيال عبدالناصر
الارهاب والعنف ليس جديدا علي جماعة الاخوان بل انه يعتبر من اصول نشاطها السري ضد نظام الحكم منذ العهد الملكي وحتي ما بعد الثورة ووصل في ذروته الي الاغتيالات.. وكانت بدايته مقتل المستشار احمد الخازندار امام بيته في حلوان علي يد اثنين من الاخوان وقاما بالهروب في جبل المقطم حتي تم القبض عليهما.
ويقول المؤرخ عبدالرحمن الرافعي ان العنصر الارهابي في هذه الجماعة كان يهدف من غير شك الي ان يؤول الحكم اليها ولعلهم استبطوا طريقة اعداد الرأي العام عن طريق الانتخاب فرأوا ان القوة السبيل الي ادراك غايتهم وقد بدأت موجة الارهاب بالتفجيرات ثم باغتيال المستشار احمد الخازندار وكيل محكمة استئناف مصر الذي كان ينظر قضية اثنين من المتهمين الاخوان في التفجيرات وهو خارج من منزله سيرا علي الاقدام في طريقه الي محطة حلوان في السابعة صباحا.. ومن بين صفوف الجماعة التقط اعضاء الجهاز الخاص السري الذين دربوا علي مختلف الاسلحة وكانت حرب فلسطين 48 فرصة لهذا الجهاز كي يجمع الاسلحة وهذا الجهاز ظل تابعا للمرشد العام شخصيا حسب شهادة احمد الطيب وهو احد قادة الجماعة امام محكمة الثورة ان هذا النظام الخاص ظل سرا بالنسبة لقيادة الجماعة ذاتها ويقول الدكتور خميس حميدة وكيل جماعة الاخوان وقتها لقد فهمت من المرشد العام الاستاذ حسن البنا ان شبابا من الاخوان يتدربون علي السلاح وكانوا يتخذون من الاماكن البعيدة في قري الصعيد أو في جبل المقطم مقراً لهم يتدربون هناك سرا.. وكان هذا اول اعتراف منه بوجود التنظيم السري للاخوان.
واذا كان حسن البنا قد انكر في مذكراته ان الاخوان قد اغتالوا الخازندار فان واحدا منهم »احمد عادل« يتحدث بصراحة ويقول انه وقع الاختيار علي حسن عبدالحافظ ومحمود سعيد زينهم لاصطياد المستشار وبعد مراقبته اياما علم انه يذهب الي المحكمة في باب الخلق ويعود الي حلوان بالقطار من باب اللوق وكان قسم بوليس حلوان لا تتبعه سيارات وعلي ذلك وضعت الخطة وان ينتظروا خروج الخازندار من بيته ويغتاله حسن بالمسدس بينما يقف له زميله حاميا وحارسا لانسحابه بالمسدس والقنابل اليدوية ثم ينسحبان ويمنعان مطاردتهما باطلاق الرصاص في الهواء ويكون انسحابهما الي بيت عبدالرحمن السندي حيث امضيا المبيت بعيدا عن المراقبة وفي الصباح الباكر وقبل موعد خروج الخازندار من بيته كان الاثنان يترصدان باب البيت مشي المستشار في خطوات وئيدة في الشارع في السابعة صباحا وهو لا يدري ما ينتظره وكان محمود بعيدا بعض الشيء يراقب الطريق ويراقب زميله في العملية بينما تقدم حسن واطلق بضع رصاصات لم تصب المستشار ولم يضيع محمود الفرصة وترك مكانه وتقدم نحو الخازندار وامسكه من ذراعه واوقعه ارضا وكان قويا ومسارعا وصوبا اليه مسدسه وافرغ ما فيه ثم تركه وانسحب مع زميله حسن وكان العجلاتي القريب من البيت يفتح محله حينما سمع اطلاق الرصاص وصراخ زوجة المستشار من الشرفة وزوجها غارق في دمائه وممدد علي الارض فانطلق بدراجته الي قسم البوليس وابلغ بالحادث وتصادفا ان وصلت سيارة بوليس في نفس اللحظة لنقل بعض المحجوزين من القسم وانطلق الكونستابل الذي كان يصحب السيارة بها في اثر الفارين القاتلين وتغير الموقف فاتجه حسن ومحمود صوب الجبل بدلا من الاتجاه الي بيت حلوان وكانا يدركان انه ليس هناك مكان مناسب للفرار في تلك المنطقة الجبلية واجتازا في انسحابهما اسوار الحدائق والبيوت وتعثر حسن وسقط.
واضطر محمود ان يحمله بعض الوقت وتوالت قوات البوليس من القسم وضرب حصار من العباسية الي حلوان وتقدمت تلك القوات الي داخل الجبل وقبضت علي حسن ومحمود اللذين انكرا أي صلة لهما بالحادث وكان قد تخلصا من المسدسات في الجبل وجري التحقيق ليلتها في قسم حلوان بمعرفة النائب العام محمود منصور قبل ترحيل المتهمين وفي اليوم التالي شيعت جنازة الخازندار وكان من اشهر القضاة من مسجد شركس وسار فيها جميع رجال القضاء وسط حالة الغضب والحزن وكان ذلك بمثابة انذار للقضاة من جماعة الاخوان وكان اغتيال الخازندار جريمة عقوبتها الاعدام لكن حدثت ملابسات بعد ذلك.
واعد الجهاز السري خطة لتهريب المتهمين من السجن باقتحامه ليلا واخراجهما من الزنزانة واعدت معدات الاقتحام سلالم وحبال واختير مكان الاقتحام من الجدار الجنوبي الخلفي وتم اعداد الرشاشات والاسلحة اللازمة وصنعت مفاتيح لابواب السجن وتمت تجربتها واعدت السيارات اللازمة للاختطاف ودرس نظام الانارة لقطع الكهرباء ساعة الهروب ولكن اوقفت الخطة في آخر وقت بسبب حادث السيارة الجيب!
اغتيال النقراشي
تمضي سوابق الاخوان الارهابية في العنف السياسي والاغتيالات الي الحادث المروع الذي هز مصر وهو اغتيال محمود فهمي النقراشي باشا رئيس الوزراء علي يد شاب اخواني من الجهاز السري للاخوان ولو ان الشيخ حسن البنا المرشد العام ينكر علمه بخطة الاغتيال وكان الجهاز السري قد زاد نشاطه بعد اغتيال الخازندار واتسع نطاق العمليات الارهابية التي يقوم بها بينما كان الجيش المصري قد دخل حرب فلسطين في مايو 1948 وارسل حسن البنا شكوي شفوية الي الملك فاروق بان النقراشي يريد حل جماعة الاخوان المسلمين وبالفعل اصدر محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء قراره بحل الاخوان في ديسمبر 1948 لحماية الاستقرار في البلاد ووضع حد للارهاب الاخواني والتفجيرات واثار ذلك غضب حسن البنا خصوصا بعد الاجراءات التي اتخذها النقراشي بإغلاق المركز العام للجماعة في الحلمية ومصادرة اوراقه وامواله.
ووضع الجهاز الخاص خطة لاغتيال النقراشي الذي كان يشعر بالخطر علي حياته بعد القرار الشجاع ضد الجماعة فأعد لنفسه حراسة مشددة وكان يذهب الي رئاسة الوزراء واحيانا الي وزارة الداخلية واحيانا الي وزارة المالية وقد استدعي الامر قيام الجهاز بعملية رصد لتحركاته كذلك كان يغير طريقه الي منزله في مصر الجديدة في وسط القاهرة ولذلك استبعدت فكرة اصطياده في الطريق بخطة اغتياله مباشرة وفي 28 ديسمبر 1948 توجهت قوة الحراسة الي منزل النقراشي لاصطحابه الي وزارة الداخلية ونزل اليهم قبل العاشرة صباحا وركب الصاغ عبدالحميد خيرت معه في سيارته بينما استقل الحارس الثاني سيارة اخري وراء.. ووصل الموكب الي وزارة الداخلية واتجه الي بهو الوزارة وكان هناك مقهي الاعلام امام الوزارة وتم اختياره مسبقا ليجلس به عضو الاخوان عبدالمجيد احمد حسين -21 سنة - وكان متنكرا في ملابس ضابط بوليس واطلق علي نفسه اسم حسن وجلس في انتظار مكالمة تليفونية لتلقي اشارة بان الموكب غادر بيت النقراشي في طريقه الي الوزارة وتمت تلك التجربة بنجاح عدة مرات.
وفي يوم الحادث تلقي عبدالمجيد حسن المكالمة التليفونية »الشفرة« بان الموكب قد تحرك فغادر المقهي بزي ضابط بوليس وتسلل الي البهو الداخلي ولم يطلب منه احد الانصراف باعتباره من ضباط الداخلية وحينما غادر المقهي كانت هناك عيون اخري علي مقهي اخرين عن الاخوان تراقبه وهما شفيق انس في زي كونستابل ومحمود السيد في زي سائق سيارة بوليس وعيونهما علي مدخل الوزارة واجتاز عبدالمجيد الباب الخارجي ثم الداخلي وانتظر في البهو وجاء النقراشي بين حراسه متجها الي المصعد وكان علي وشك الدخول واقترب منه عبدالمجيد وفاجأه باطلاق ثلاث رصاصات من مسدس بارا الايطالي كان داخل البدلة وتم ذلك بسرعة خاطفة واصابت الطلقة الهدف فسقط النقراشي علي الارض وسط دمائه وكانت الساعة العاشرة وخمس دقائق صباحا وفوجئ رجال الحرس بما حدث ولم يستطع احد منهم ان يفعل شيئا قبل اطلاق الرصاص من المسدس فقد جري تدريب عبد المجيد جيدا علي العملية والتفت الصاغ عبدالحميد خيرت الي الخلف فاصطدم بالقاتل عبدالمجيد حسن فوقعا علي الارض وهجم الحرس علي عبدالمجيد واثناء إماسكهم به انطلقت رصاصة رابعة ومات النقراشي بعد قليل وقد ذكر الشهود انه بعد القبض علي عبدالمجيد واثناء اقتياده الي مكتب وكيل الامن العام في البهو انطلق نحوهم عيار اخر اصاب الحائط مما اوحي بوجود شركاء آخرين ولكن لم يكن هناك اي تخطيط لهروب القاتل وانما كان الهدف من وجود شفيق ومحمود هو اغتيال ابراهيم عبدالهادي وعبدالرحمن عمار حين يحضران اثر مصرع النقراشي وصدرت الاوامر باغلاق جميع الابواب وتفتيش المكان.. فبادر محمود بالهروب متخطيا سور الوزارة كما خرج شفيق من الباب وسط عساكر البوليس وكان النقراشي يعلم عواقب القرار الخطير الذي اصدره بحل جماعة الاخوان ورد الفعل الارهابي انتقاما منه ولكنه لم يتراجع لوضع حد للعنف من الجماعة.
وجاءت بعد ذلك محاولة اغتيال خليفة النقراشي - ابراهيم عبدالهادي الذي كلفه الملك فاروق برئاسة الوزراء عندما غضب بشدة من جريمة الاغتيال الا ان الرصاص اخطأه واصاب حامد جودة رئيس مجلس النواب وحدث ذلك الحادث يوم 5 مايو 1949 عندما ترصد اعضاء الجهاز السري في فم الخليج لموكب ابراهيم عبدالهادي وهو في طريقه الي بيته في المعادي ولكنهم اخطأوا الهدف فقد تصادف مرور موكب حامد جودة قبله ونجا عبدالهادي من عصابة الاخوان! وقام ابراهيم عبدالهادي بالانتقام لاغتيال النقراشي وتم وضع خطة لاغتيال الشيخ حسن البنا بواسطة البوليس السياسي وبينما كان يغادر جمعية الشبان المسلمين في شارع رمسيس اطفئت الانوار بعد العشاء وتم اطلاق النار عليه من رجال البوليس السياسي ونقل مضرجا في دمائه الي الاسعاف القريب ولكن لفظ انفاسه الاخيرة وهكذا دفع الاخوان ثمن العنف والارهاب بقتل حسن البنا!
محاولة اغتيال عبدالناصر
لم يتوقف ارهاب الاخوان بعد اغتيال المرشد العام حسن البنا ولم يأخذوا العظة والعبرة عن ذلك وانما ظل العنف هو التفكير السائد لدي الجهاز السري للاخوان رغم انكار الشيخ البنا وظل قادة الجماعة علي اقتناعهم بهذا الاسلوب في الوصول الي الحكم وان يكون هذا هو الهدف وليس مجرد النشاط الدعوي في خدمة الاسلام وعندما قامت ثورة يوليو 1952 بقيادة جمال عبدالناصر تصور الاخوان انهم اصحابها وحدث الصدام بين الجماعة وبين قيادة الثورة واخذوا يثيرون التدخل في الجامعات ضد الجيش.
واصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بحل جمعية الاخوان المسلمين وصدر القرار بالاجماع فيما عدا اللواء محمد نجيب الذي اعترض من حيث المبدأ وليس لانه يشيع الاخوان وعقب صدور قرار حل الجماعة قام وزير الداخلية زكريا محيي الدين باعتقال المرشد العام الجديد حسن الهضيبي و450 عضوا في الجماعة ويقول عبدالرحمن الرافعي انه بعد قرار الحل اشتدت حركة الجماعة واتسع نطاق اعمالها السرية وارادوا ان يقفوا من الثورة نفس موقفهم من وزارة النقراشي بعد ان قرر حل جمعيتهم سنة 1948 وتعاهدوا علي اسقاط الثورة واغتيال زعمائها ونشطت اعمال الشغب والاعتداء علي رجال الامن ثم اخذت تبذل لاعادة الجماعة علي أن تمارس نشاطها دينيا فقط ويكون رئيسها عبدالرحمن البنا وتوسط الملك سعود عندما حضر الي مصر في امر اعادة الجماعة وفعلا نجحت الوساطة ورأت الثورة ان تعطي الاخوان فرصة اخيرة وصدر قرار بإعادتها ولكن تفكير الارهاب والاغتيالات ظل قائما في فكر الجماعة للوصول الي الحكم وكانوا ينظرون الي جمال عبدالناصر علي أنه العائق في تنفيذ مخططهم ولم يسكتوا علي موقف الثورة حيال مطالبهم ووقوفه في وجه مطامعهم واتخذوا قرارا باغتياله والتخلص منه!
اعترف هنداوي دوير بانه تلقي تعليمات مكتوبة من رئاسة التنظيم السري بقتل البكباشي جمال عبدالناصر كما طلب منه ان يكلف محمود عبد الطيف بتنفيذ هذه التعليمات كما اعترف بانه سلم محمود عبداللطيف المسدس الذي ارتكب به الحادث في ميدان المنشية كما افهمه بان يعتمد علي مجهوده الشخصي في تتبع عبدالناصر وتنفيذ ما امر به ويعتبر قتل عبدالناصر بمثابة الاشارة لتنفيذ التعليمات الموجودة لدي التنظيم السري للاخوان وهي التخلص من جميع اعضاء مجلس الثورة ما عدا اللواء محمد نجيب بالاغتيال كما تقضي الخطة بالتخلص من عدد من ضباط الجيش يبلغ 160 ضابطا بالقتل او الخطف وذلك بأن يهاجموا منازلهم بواسطة رجال التنظيم الموجودين في مناطق الضباط.
ومحمود عبداللطيف كان يعمل سمكريا في امبابة واعتقل في عام 1949 وهو متزوج وعنده ثلاثة اولاد ويسكن معهم في غرفة فوق السطح وكان محمود عبداللطيف قد انضم للاخوان سنة 1943 وألحق بالجهاز السري قبل الحادث بأربعة شهور وكانت الخلية مكونة منه ومن هنداوي دوير وقبل الحادث توجه محمود عبداللطيف الي منزل هنداوي الساعة 12.30 ليلا وحسب اقوال عبداللطيف ان دوير اخبره بالسفر الي الاسكندرية لتنفيذ الخطة واغتيال جمال عبدالناصر في مؤتمر الشعبي هناك وعرض علي هنداوي الحزام الناسف ولكن رفضت فأعطا مسدس و15 طلقة و2 جنيه وقال لي علي بركة الله وسافرت الي الاسكندرية في قطار الساعة 9.30 صباحا ووصلت الساعة الواحدة ظهرا وتوجهت الي محرم بك ودخلت مطعما ثم ذهبت الي لوكاندة السعادة وحجزت غرفة خاصة وغيرت ملابسي وفي الساعة الرابعة عصرا توجهت الي ميدان المحطة ووجدت متظاهرين متوجهين الي ميدان المنشية لحضور خطاب عبدالناصر بمناسبة اتفاقية الجلاء وخروج الانجليز وانضممت اليهم وكان عبدالناصر يلقي خطابا في ميدان المنشية بالاسكندرية يوم 26 اكتوبر 1954 في احتفال اقيم تكريما له وعلي بعد 12 مترا من منصة الخطاب جلس محمود عبداللطيف عضو الجهاز السري للاخوان.. وما ان بدأ عبدالناصر خطابه اخرج محمود عبداللطيف السباك مسدسه من بين ملابسه واطلق ثماني رصاصات لم تصب جمال عبدالناصر تلك الطلقات ولكنها اصابت الوزير السوداني ميرغني حمزة واحمد بدر سكرتير هيئة التحرير بالاسكندرية الذي كان يقف الي جانب عبدالناصر وهجم العسكري ابراهيم الحالاتي الذي كان يبعد عن المتهم بحوالي اربعة امتار وألقي القبض علي محمود عبداللطيف ومعه مسدسه وبصعوبة ازاح عبدالحكيم عامر عن المنصة عبدالناصر الذي فوجئ بالحادث واخذ يصرخ في الجماهير فليبق كل في مكان لكي يؤكد لهم انه لم يصب بالرصاص.
والقي القبض علي محمود عبداللطيف واعترف في التحقيقات انه اعتدي علي عبدالناصر بعد ان اقنعه الاخوان هنداوي دوير ان اتفاقية الجلاء التي كانوا يعارضونها لم تكن في صالح البلد ولكنه في اخر الامر اعترف بخطأ رأيه وهاجم هنداوي الذي ضلله ويبدو انه كان يتصور انه سيفلت بعد ارتكاب جريمته ويهرب من اللوكاندة في الليل وبدأت مرحلة حاسمة بين الثورة والاخوان وعلي مدي سنوات لم تتوقف مؤامرات الجماعة لاغتيال الزعيم عبدالناصر!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.