طبقا لآخر الاحصائيات وعمليات حصر الضحايا والمصابين في أحداث أول أمس الاربعاء، تكون مصر قد فقدت ما يزيد عن خمسمائة من ابنائها، بالاضافة الي اصابة أكثر من ثلاثة آلاف آخرين، نتيجة موجة الجنون والخبل التي اصابت عصبة الارهاب وزمرة الرؤوس الكبيرة في جماعة الإخوان، وأفقدتهم العقل وخرجت بهم عن السيطرة، فراحوا يعيثون في الارض فسادا، ويرتكبون كل صنوف الجرائم في حق الوطن والشعب. كل هؤلاء الضحايا الذين سقطوا، وكل هذه الأرواح التي أزهقت، وكل هذه الدماء التي سالت، هي في رقبة عصبة الشر والارهاب الذين فقدوا عقولهم بعد ان ضاعت منهم مقاعد السلطة وكراسي الحكم، بقرار الشعب إبعاد المعزول عن سدة الرئاسة، مما دفعهم للسعي بكل الطرق لاستعادة ما ضاع منهم، حتي ولو كان الثمن هو دمار الدولة وقتل المواطنين. أقول ذلك بوضوح، حتي لا ينساق أحد وراء الدعاوي الخاطئة والادعاءات الكاذبة، التي تروجها عصبة الشر، في محاولة منها للتنصل من الجريمة، وتحميل وزرها علي الدولة ومؤسساتها الوطنية، وفي مقدمتها القوات المسلحة والشرطة، رغم إدراكهم بالدور الوطني الذي تقوم به المؤسستان في حماية الوطن ضد كل المؤامرات والمخاطر التي تتهدد سلامته وتستهدف أمنه القومي. ولقد كان واضحا ومكشوفا للجميع ما سعت إليه عصبة الشر والارهاب طوال الستة أسابيع الماضية، لدفع البلاد الي حافة الهاوية، ومحاولة الانزلاق بالوطن الي فخ الفوضي والفتنة والاقتتال والصدام الدامي، علي أمل أن تتيح هذه الحالة من الانفلات والفوضي لها فرصة القفز مرة أخري الي مقاعد الحكم والسيطرة علي مقاليد البلاد ومصائر العباد. وعندما فشلت في مسعاها، وخاب أملها في إعادة عقارب الساعة الي الوراء، قررت إحراق مصر، وعقاب المصريين جميعا، فراحت تحشد أعضاءها وتشحنهم بالكراهية ضد المجتمع، وتدعوهم لممارسة العنف والقتل والتخريب، وقطع الطرق وتدمير الممتلكات والاعتداء علي المواطنين، وإثارة الرعب، ضاربة عرض الحائط بكل القوانين وكل القيم الأخلاقية والروحية، وبالمخالفة لكل الشرائع الدينية السمحة. وكان من نتيجة ذلك ما جري وما كان أول أمس من قتل وتدمير وإرهاب وعنف وإحراق للكنائس واقتحام لأقسام الشرطة واعتداء علي الممتلكات العامة والخاصة،..، وهو ما تسبب في سقوط الضحايا والمصابين من ابناء الوطن. والآن لا يسعنا غير الدعاء لله عز وجل بأن يرحم من فقدنا، وأن يلهم أهلهم الصبر والسلوان،..، ونسأله سبحانه وتعالي ان يغفر لهم ولنا، وأن يسامحنا علي أخطائنا ويغفر لنا خطايانا،..، أما عصبة الشر والإرهاب فنسأل الله سبحانه أن يأخذهم أخذ عزيز مقتدر، جزاء وفاقا علي ما سولت لهم أنفسهم، وما ارتكبته أيديهم.