هل هناك ديمقراطية دون رغيف العيش؟... وهل هناك ديمقراطية دون تعليم ؟ ... هل هناك ديمقراطية مع الفقر؟ ... الفقراء يشغلهم قضايا الحياة الأساسية من طعام وغذاء وعلاج واكتساب قوتهم اليومي أو الإبقاء علي عمل هو مصدر رزقهم والبعض منهم يسعي لكي يكون لأولادهم حظا أوفر منهم من خلال السعي إلي تعليم يمثل لمعظمهم بوابة الأمل للخروج من دوامة الفقر ... ومن الفقراء من يقوم بتشغيل أبنائه للمساعدة في توفير احتياجات الأسرة الأساسية فيساهمون مبكرا في زيادة عدد عمالة الأطفال ويضيفون بذلك رصيدا لفقراء المستقبل ... وحسب الأرقام الرسمية لحكومة مصر فإن 20٪ من سكان مصر تحت خط الفقر يمثلون 16مليون مصري ... ما هو معني الديمقراطية بالنسبة للفقراء؟ وهل هم يشغلون - بالقدر الواجب - أجندة العمل القومي ؟... لدي قناعة مطلقة بأننا نستطيع القضاء علي الفقر . وقد كان مشجعا أن تتبني مصر أهداف الألفية التنموية وأهمها "القضاء علي الفقر" ... وهذا الهدف كان يجب أن يكون أهم أولوياتنا حتي عام 2015 . وإذا كنا نسعي ... نحو الديمقراطية والإصلاح ، فإن مشروع التقدم لمصر هو رهن "بالقضاء علي الفقر" ولن يتم ذلك إلا بتمكين الفقراء بتعليم، وبفرص عمل، وبأمن وأمان لحاضرهم ومستقبلهم ومستقبل أولادهم ...أساس الديمقراطية أولا : صوت حر، وثانيا : إدراك ووعي ، وثالثا: قدرة ومشاركة ، ورابعا: معلومات ومعرفة ، وخامسا: اختيار وانتخاب ، وسادسا: علم وعمل ... الصوت الحر أساسه أمن وأمان لمواطن في عمله ورزقه، وأساس العمل تعليم وتدريب ومهارة تساعد علي الكسب لمواجهة متطلبات الحياة بل والتطلع المستمر لمستقبل أفضل . التعليم يكسب الإنسان الإدراك والوعي ، ويمكنه من المشاركة، ويساعده علي معرفة ما هو أفضل له ... وفي حالة توفر العدالة المعلوماتية ، تمكن البيانات والمعلومات الصحيحة - والغير منقوصة - من معرفة ما يصلح له وما هو ضال ... ومن ثم تكون المفاضلة والاختيار بين البدائل ... وما يسمي بالديمقراطية الرشيدة والتي هي أساس للحكم الرشيد ... للأسف فقراء مصر هم ضحايا للجهل والاختراق والتطرف والعنف والضلال ... للأسف فقراء مصر هم ضحايا للإعلام الأصفر سواء كان من صحافة صفراء أو من شاشات صفراء (التي تبث سموما يومية) ...للأسف فقراء مصر هم ضحايا لجماعات تغلغلت باسم الدين وتزيد الفقراء انفصاما وتحيزا وظلاما وتطرفا وعجزا ... الخطورة تكمن في تمكين بدائل التخلف بدلا من تمكين الفقراء علي التقدم ... طريق الديمقراطية والتنمية والتقدم والنهضة يرتكز علي تمكين كل المجتمع واهم ركائزه هو فقراء هذا المجتمع . تقدم مصر هو بتقدم كل المصريين وليس فقط بشريحة جزئية منه تعود بنا إلي مجتمع النصف في المائة . مصر تريد المزيد من الأغنياء وتريد أيضا ألا يكون بها فقراء ... لن يتم ذلك بالدعم والإعانات والزكاة فقط ولكن سيتم بتعليم وفرص عمل واستثمار واستقرار وبخريطة للتنمية يتم تنفيذها بكل عزم وعلم ، وبمعلومات ومعرفة في كل محافظة وكل قرية . القضاء علي الفقر يكون بمصانع تبني ، واستثمارات تضخ ، وبخدمات في تعليم وصحة ونقل ومواصلات وثقافة وكتاب . فقر الديمقراطية سببه ديمقراطية الفقر، وفكر الفقر أساسه فقر الفكر ، ولا يمكن أن يوجد فكر دون تعليم وثقافة ... أساس التقدم هو في تفجير طاقات المجتمع وآلياته وإفراده علي التنافس في أطار معلومات وعدالة وتكافؤ في كل أنحاء الوطن ... تمكين الفقراء هو أساس الديمقراطية ... والديمقراطية أساس التنمية والتقدم ... والرفاهية أساسها تمكين للفقراء بتعليم ورعاية صحية ورعاية طفولة وأمومة واستثمار وفرص عمل للحياة الكريمة ... بالعمل والمعرفة والحياة الكريمة تتحقق الديمقراطية الحقيقية.