د. هشام الشريف هل هناك ديمقراطية دون رغيف العيش؟ ... وهل هناك ديمقراطية دون تعليم؟ ... هل هناك ديمقراطية مع الفقر؟ ... الفقراء يشغلهم قضايا الحياة الأساسية من طعام وغذاء وعلاج واكتساب قوتهم اليومي أو الإبقاء علي عمل هو مصدر رزقهم والبعض منهم يسعي لكي يكون لأولادهم حظ أوفر منهم من خلال السعي إلي تعليم يمثل لمعظمهم بوابة الأمل للخروج من دوامة الفقر ... ومن الفقراء من يقوم بتشغيل أبنائه للمساعدة في توفير احتياجات الأسرة الأساسية فيساهمون مبكرا في زيادة عدد عمالة الأطفال ويضيفون بذلك رصيدا لفقراء المستقبل... وحسب الأرقام الرسمية لدينا في مصر 23 مليون فقير تحت خط الفقر... ما هو معني الديمقراطية بالنسبة للفقراء ؟ وهل هم يشغلون - بالقدر الواجب - أجندة العمل القومي؟... لدي قناعة مطلقة بأننا نستطيع القضاء علي الفقر . وقد كان مشجعا ان تتبني مصر أهداف الألفية التنموية وأهمها "القضاء علي الفقر" ... واعتقادي إن هذا الهدف يجب إن يكون أهم أولوياتنا حتي عام 2030 . وإذا كنا نسعي نحو المزيد من الديمقراطية والإصلاح ، فإن مشروع التقدم لمصر هو رهن "بالقضاء علي الفقر" ولن يتم ذلك إلا بتمكين الفقراء بتعليم، وبفرص عمل ، وبأمن وآمان لحاضرهم ومستقبلهم ومستقبل أولادهم . أساس الديمقراطية أولا: صوت حر، وثانيا: إدراك ووعي، وثالثا: قدرة ومشاركة، ورابعا: معلومات ومعرفة، وخامسا: اختيار وانتخاب. الصوت الحر أساسه امن وآمان لمواطن في عمله ورزقه، وأساس العمل تعليم وتدريب ومهارة تساعد علي الكسب لمواجهة متطلبات الحياة بل والتطلع المستمر لمستقبل أفضل . التعليم يكسب الإنسان الإدراك والوعي ، ويمكنه من المشاركة، ويساعده علي معرفة ما هو أفضل له... وفي حالة توفر العدالة المعلوماتية، تمكن البيانات والمعلومات الصحيحة - وغير المنقوصة - من معرفة ما يصلح له وما هو ضال ... ومن ثم تكون المفاضلة والاختيار بين البدائل ... وما أسميه بالديمقراطية الرشيدة . للأسف فقراء مصر هم ضحايا للجهل والاختراق والتطرف والعطف والضلال... هم ضحايا للإعلام الأصفر سواء كان من صحافة صفراء أو من شاشات صفراء تمكين الفقراء هو أساس الديمقراطية... والديمقراطية أساس التنمية والتقدم... والرفاهية أساسها تمكين للفقراء للمشاركة الديمقراطية الحقيقية.