تمكين الفقراء هي قضية القضايا للمجتمع المصري ... وفي أثني عشر مقالة سابقة تناولت قضايا تمكين الفقراء واعتقد انه يتحتم علينا كمجتمع أن نتفق علي المحاور والقضايا التي يجب التصدي لها ومناقشتها بهدف الحل والمواجهة بدلا من التأجيل والتعويم وبادئ ذي بدء دعوت وأدعو وسأظل أنادي بما يلي أولا : تحديد " خريطة الفقر " في مصر ويشمل ذلك التوزيع الجغرافي للفقراء في كل نجع وقرية ومركز ومدينة ومحافظة وهناك خريطة وقاعدة بيانات كاملة تم إعدادها منذ عشر سنوات بمركز المعلومات بمجلس الوزراء وآن الأوان لتحديثها وطرحها علي المجتمع بكل شفافية وهي في حد ذاتها تمثل في نظري 90٪ من الحل فبدونها نعيش التخبط والإهدار وتطبيق السياسات غير الفاعلة. ثانيا : " قضية تحديد عدد الفقراء " وهي قضية تعريف وبيانات ومعلومات وسلطه وسياسة. وعلينا أن نعترف انه نتيجة التدخل الحاد للسياسة في موضوع الفقر والرغبة المستمرة والدائمة في حجبه وعدم أثارته فإن المجتمع يضيع جهده دون تحديد أو تحجيم لعدد توزيع وصورة الفقر والفقراء. وهناك تعريفات دقيقة وبيانات محددة بل ومعلومات تم استقصائها وكل هذا لا يعلن ولا يعلم به المجتمع. ثالثا: " قضية تمكين الفقراء والمشاركة " وفي نظري أننا جميعا لنا دور وهي ليست قضية حكومة أو قطاع خاص أو مجتمع مدني يجاهد ولكن هي قضية مجتمع بكل فئاته وكل شرائحه بما فيهم الفقراء فعلينا أن نغرس فيهم الأمل والوعي بالمشاركة والتمكين وبطريق العمل والخروج من دوامات الفقر. رابعا: " قضايا تمكين الفقراء والتعليم والتدريب ومحو الأمية " مما لاشك فيه أن أي قضية لتمكين الفقراء يجب وأن تبدأ من تحويل الطاقة الكامنة كجزء هام وكبير من المجتمع إلي طاقة قادرة علي العمل والوعي بما حولها بل لغرس القدرة علي الحلم وتحويل الحلم إلي سعي وعمل من خلال جهد وعطاء . خامسا : " تمكين الفقراء والمرأة " فلا يمكن أن نتصدي للفقراء والتمكين في المجتمع ونصف المجتمع لم يمكن . تمكين المرأة هو ركيزة لتقدم المجتمع وهو ركيزة لحل قضاياه وأهمها قضية تمكين الفقراء ... فلا يعقل أن يتقدم المجتمع ولازالت هناك ظواهر الماضي من المرأة الأمية التي لا تقرأ ولا تكتب ، والمرأة التي لا تعمل ولا تشارك ، والمرأة التي تقهر . سادسا : " قضايا تمكين الفقراء والديمقراطية " فلا تقدم دون ديمقراطية ولا ديمقراطية دون صوت حر ولا صوت حر دون تعليم أو دون رغيف العيش (الحر) . الممارسات التي تحدث في انتخابات مصر خلال أكثر من مائة عام تشير بكل وضوح أن ركيزة هامة للإصلاح هي تمكين الفقراء كي يكونوا أحرارا وأكثر رشدا حين يتاح لهم الحق في الاختيار . سابعا : " قضايا تمكين الفقراء والتكافؤ الاجتماعي " لقد انفق المصريون علي التكافؤ الاجتماعي كأحد مبادئ البناء الاجتماعي المصري في الخمسين عاما الماضية ... والتساؤل المطروح هل يشعر الفقراء بالتكافؤ؟ وهل يشعر الفقراء بالمساواة ؟ . ثامنا : " قضايا تمكين الفقراء والعدالة " فهل يشعر الفقراء بالعدالة ؟ هل هناك عدل في المجتمع ؟ وهل تمارس الدولة دورها في إرساء العدل بين أفراد ومؤسسات المجتمع ؟ وهل يصل ذلك للفقراء ؟ . تاسعا : " الفقراء والحقوق الأساسية " و " الفقراء والواجبات " قضايا الحقوق والواجبات قضايا هامة . وانطلاقا من مبادئ حقوق الإنسان الأساسية هل نوفر للفقراء حقوقهم ؟ الإجابة نعم حين نتحدث علي التعليم وتوفيره والإجابة نعم حين نتحدث عن رغيف العيش والإجابة لا حين نتحدث عن المأوي والمسكن . الإجابة لا أيضا حين نتحدث عن الانتقال والاتصال وعدم توفر خدمات النقل والمغالاة لعشر سنوات في أسعار الاتصال وكلاهما يؤثر علي ميزانية الأسرة . والإجابة أيضا لا بالنسبة للعلاج والدواء في معظم محافظات مصر وغيرها ... قضايا الخدمات والخدمة الشاملة للفقراء هي قضايا هامة للمناقشة. وعاشرا : " التوازن في توزيع الثروة " فهناك خطورة فادحه لزيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء. وهناك دول تقضي علي هذه الفجوات بل هناك دول تقضي علي الفقر بالكامل .