كما عهدناها دائما.. قوة.. وإصرار.. وتحد.. خرج الملايين من شرفاء الشعب المصري في حشود غير مسبوقة لتقول بأعلي الصوت.. لبيك يا وطني.. ولا وألف لا لتخريب مصر وللإرهاب ودعاته الذين يدلسون ويتخفون وراء الدين الذي هو منهم براء. لا توصيف لهذه التجمعات المليونية سوي أنها تصديق من الشعب علي دعوة الفريق أول عبدالفتاح السيسي لمنح القوات المسلحة شرعية التصدي لمحاولات تدمير الوطن والتنكيل بالرافضين لدعاوي التضليل والإرهاب. نعم.. لقد كان المشهد رهيبا يهز المشاعر والوجدان وجاء بمثابة خروج عظيم لاعلان رفض شعب مصر للإرهاب والقائمين عليه بقيادة جماعة الإرهاب الإخواني. لقد تعالت الهتافات شعب وجيش وشرطة صفا واحدا في مواجهة دعاوي الإرهاب والترويع. إن الممارسين لهذه الاعمال الاجرامية ضد الوطن والشعب يتوهمون امكانية إعادة الرئيس المعزول الفاشل لحكم مصر. كان املهم تنفيذ مخططهم في القضاء علي هوية مصر.. إن جهالتهم وظلمات فكرهم جعلتهم لا يدركون أن التاريخ لا يمكن أبدا أن يعود إلي الوراء وأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين. في هذا المجال يتحتم أن نشير إلي المواقف غير السوية للبعض والذين يمكن وصفهم بقصر النظر أو علي الأصح بالانتهازيين.. إنهم مازالوا غير صرحاء يحاولون وكعادتهم امساك العصي من الوسط متخفين وراء مزاعم وأوهام لا تستهدف سوي خدمة ذاتهم ومصالحهم الخاصة.. ان أحدا لا يمكن ان ينسي لهذه الفئة التي احترفت »الشعبطة« في قطار الثورة انها كانت مسئولة عن تمكين جماعة الإرهاب الإخواني من الوصول إلي الحكم. إن الدور الذي قاموا ويقومون به منذ اندلاع الثورة وحتي الآن يمثل خطرا مستطيرا علي الصالح الوطني. انهم ومن واقع سوابقهم ومواقفهم السابقة ليسوا سوي طابور خامس يعمل ضد مباديء الثورة ووحدة ومصالح الشعب . من المؤكد انهم في داخلهم غير سعداء بالحشود الشعبية التي ارادها الفريق أول السيسي بمثابة أمر بالتحرك لمواجهة الإرهاب أيا كان مكانه أو مصدره. كم ارجو أن يفهم الجميع أن زئير الشعب المتطلع إلي تعظيم أمنه القومي ما هو الا تحذير لاعضاء هذا الفريق الانتهازي بأنه لم يعد لديهم أي فرصة للعودة إلي ممارسة خداعهم وتضليلهم من جديد. ليس أمامنا الآن سوي التفرغ لاعادة بناء الوطن. علينا أن نترك لقواتنا المسلحة واجهزة الامن والقضاء محاسبة كل من ظلم وارتكب جرما في حق مصر والمصريين وشاركوا في ضياع سنوات ما بعد الثورة والعمل علي تدمير الآمال والأحلام.