لن تستطيع جماعة الاخوان مهما حاولت.. إخفاء عدم مصداقيتها وأن ما تبطنه هو شيء مغاير تماما لما تعلنه وانتوته تجاه مصر وشعب مصر. الأحداث وتطوراتها علي مدي شهور سيطرتهم وهيمنتهم علي مقدرات مصر كشفت هذه الحقيقة الدامغة متمثلة فيما مارسوه من أكاذيب وعدم شفافية وعدم أمانة. في هذا المجال لابد ان نذكر علي سبيل المثال وليس الحصر عملية السطو التي قاموا بها علي ثورة 25 يناير وصولا الي السلطة. وبعد توليهم الحكم كانت تجربتهم المريرة سيلا من الاكاذيب وعدم الشفافية. لم يكن من هدف لهذا المخطط الاخواني سوي اجهاض ثورة 25 يناير والتعجل بعملية تمكين الجماعة من السيطرة علي مفاصل الدولة المصرية. لقد تبنوا أخطر عملية تنكر للديمقراطية ولتاريخ مصر وتراثها الحضاري. في هذا الاطار قاموا بأكبر مؤامرة خداع للشعب المصري متخفين وراء الاسلام ومتنكرين لحقيقة ان طبيعة هذا الشعب منحازة للقيم الدينية. ولأنهم كانوا يعتقدون أن تجربة حكمهم لمصر المحروسة سوف تستمر الي ما لانهاية فقد كانت صدمتهم غير متوقعة بثورة عشرات الملايين من ابناء هذا الشعب التي تجاوبت معها قواته المسلحة وأدت الي اسقاط نظامهم الحاكم. وفي يوم الجمعة أول أمس فاجأتنا الجماعة ومرشدها - المطلوب للعدالة بتهمة التحريض علي عمليات الارهاب والقتل- الي مواصلة عمليات الخداع وعدم المصداقية من خلال انكار ثورة ال 33 مليون مصري الذين تحركوا يوم 30 يونيو. تكرر هذا السلوك في الرسالتين اللتين تم توجيههما من خلال التواصل الاجتماعي في مناسبة ذكري حرب 10 رمضان المجيدة. حاولوا الربط بين عظمة هذا الحدث التاريخي الذي لا يعترفون به أصلا وبين إقدام الشعب وقواته بما يمثلانه من شرعية وبين عملية اسقاط الحكم الاخواني الذي فقد شرعيته جزاء سياساته ومخططاته ضد الوطن. ان هاتين الرسالتين ما هما الا تأكيد علي مدي استمراء جماعة الارهاب الاخواني في احتراف الكذب والتدليس واخفاء توجهاتها الحقيقية نحو كل ما يعد فخرا واعتزازا للشعب المصري. لقد نسوا وهم يمارسون هذه العادة المتأصلة ما حدث يوم الاحتفال بهذا النصر في 6 اكتوبر الماضي بحضور رئيسهم الدكتور محمد مرسي. هذا الرئيس المعزول لم يستطع في الدعوة لحضور هذا الاحتفال وفي الخطاب الذي ألقاه أن يخفي عدم ايمانه بهذه المناسبة العظيمة حيث كشف عن نوايا الجماعة ومايضمرونه من احاسيس سوداء. تمثل ذلك في دعوة قتلة الزعيم الراحل العظيم أنور السادات بطل حرب اكتوبر وصاحب قرارها الي هذا الاحتفال وتجنب متعمدا ذكر اسمه في خطابه. ان رسالتي المرشد والجماعة في ذكري يوم 10 رمضان الذي كان متوافقا مع يوم 6 اكتوبر عام 1973 يوم العبور العظيم ليس الا برهانا جديدا علي عدم المصداقية وسوء القصد.