المصريون بالخارج وقد تظاهروا تظامنا مع المعارضين المتظاهرين فى مصر من اجل التغيير ركزت وسائل الإعلام العالمية في تقاريرها امس علي تطور المشهد السياسي في مصر مع اندلاع احتجاجات حاشدة تطالب بإسقاط الرئيس محمد مرسي. ورصدت الصحف الحراك الجاري في مصر، كما حاولت ان تضع سيناريوهات للمرحلة القادمة. وتحت عنوان "احتجاجات واسعة للمعارضة تهيمن علي مصر"، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير ان الاحتجاجات التي خرجت في شوارع مصر تطالب الرئيس محمد مرسي بالتنحي تفوق حجم الاحتجاجات التي خرجت تطالب بسقوط حسني مبارك. واعتبرت ان الإقبال الضخم علي المشاركة في تلك المظاهرات ينفي إدعاءات متكررة للرئيس بأن غالبية الشعب تدعمه وتؤيده. واستطردت ان "استعراض القوة" الذي أبدته المعارضة قد أدخل مصر في مفترق طرق، لاسيما مع رفض المعارضة عرض الرئيس بالحوار. من جهتها أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير بعنوان "ملايين المصريين يطالبون بطرد مرسي" الي ان الاحتجاجات تمثل عقبات إضافية أمام قدرة الرئيس مرسي علي قيادة البلاد وكلك تثير شكوك بشأن مسار البلاد نحو الاستقرار. ونقل التقرير عن محللين ان إدعاءات الرئيس بأن ثمة مؤامرة من تنسيق فلول النظام السابق تستهدف محاربة جماعة الإخوان المسلمين وعدم استتباب الأوضاع لهم ثبت عدم صحتها، اذ ان "لا مؤامرة تستطيع ان تأتي بملايين يتدفقون علي شوارع البلاد". وأشار هؤلاء من ناحية أخري الي ان الأزمة السياسية للإسلاميين في مصر، تبعث برسالة الي التيارات الإسلامية في المنطقة بأسرها بأن عليهم التأني فيما يتعلق بالتعطش للسلطة". من جانبها أسهبت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقرير بعنوان "خيانة الثورة في مصر" لقرارات اتخذها نظام الرئيس مرسي وعكست مساعي جماعة الإخوان المسلمين لتعزيز قبضتها علي السلطة مصحوبة بقلة خبرة مما أزاح أمال المصريين في ميلاد عهد جديد للديمقراطية بعد انهيار نظام مبارك. وأشار التقرير الذي استعرض أهم الخطوات التي اتخذت في ذلك السياق الي استطلاع أخير للرأي أجراه معهد "زغبي" الأمريكي للأبحاث، وأظهر انهيار شعبية مرسي بين المصريين من 57٪ إبان انتخابه الي 28٪ في مايو الماضي. من جانبها، ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أمس أن مرسي "بيده إنجاح الثورة المصرية أو إفشالها". وقالت في تقرير إن "الثوار الذين أسقطوا مبارك لا يزالون يرفعون مطالب الحريات وحقوق الإنسان، والكرامة ولقمة العيش"، ويبدو انهم اختاروا المضي قدما في مطالبهم وفي رفض العنف وتدخل الجيش، ويؤكدون أن مصر ستواصل طريقها سواء بقي مرسي أم ذهب". ومع الاشارة الي فشل الحكومة في التعامل مع التحديات المطروحة أمامها، اعتبر المقال ان مرسي "يمكنه أن يسهل مسيرة البلاد أو أن يجعلها أصعب، كما يمكنه أن يضمن مستقبلا ل "الإخوان المسلمون" في مصر حرة أو لا". الصحيفة نفسها، دعت في مقال آخر المصريين إلي الاحتكام للعقل. وقالت إن كتاب الثورات يخلو من أي مادة تقول إن عامين اثنين من الإطاحة بديكتاتور، كافيان لأن تنعم أية دولة بالسلام. وأضافت أن عمليات التحول الديمقراطي تكون من الضعف والهشاشة علي نحو يجعلها عرضة للافتراس من قبل الحيوانات الأكثر قوة. ورأت أن جماعة الإخوان المسلمين ارتكبت خطأين استراتيجيين؛ أولهما يتمثل في الدفع بدستور يسمح بمزيد من التدخلات الدينية إلي التشريع المصري، وذلك بهدف الإبقاء علي الحزب السلفي علي متن السفينة، فيما يتمثل الخطأ الثاني في الإعلان الدستوري الذي أصدره الرئيس مرسي في نوفمبر الماضي وأعطاه سلطات كاسحة بشكل مؤقت، وإن كان قد تراجع عنه علي نحو سريع وأبدي أسفه عليه منذ ذلك الحين. انتقد المقال المعارضة مشيرا إلي رفض قادة المعارضة تولي مناصب حكومية رفيعة المستوي مرارا وتكرارا. في الوقت نفسه ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شنخوا" أن أعداد المتظاهرين الذين خرجوا في مظاهرات أمس فاق كل التوقعات.