كانت الامنيات اكبر بكثير مما حدث ، توقع الكثيرون ان يكون خطاب الرئيس الدكتور محمد مرسي مساء اول امس طوق النجاة في رسائله لتخرج مصر من الازمة التي بها الان ، ولكن جاء الخطاب ليطيح بهذه الآمال والأمنيات. وتزداد حالة الاحتقان والحشد استعدادا ليوم الأحد المقبل . بداية كانت الملاحظة الأهم في الخطاب ان الرئيس يخطب في مؤيديه بدلا من ان يدعو معارضيه للحضور وان يكون الخطاب بداية للم الشمل في طريق رأب الصدع لانه رئيس كل المصريين وليس رئيسا لفصيل واحد ، هذا من ناحية الشكل ومن ناحية المضمون فان الرئيس كان حريصا طوال الوقت علي التأكيد بأنة القائد الاعلي للقوات المسلحة وان علاقته بقيادات الجيش طيبة وقد اصطفوا أمامه للاستماع لكلامه في قاعة المؤتمرات ، وهو بالفعل كذلك فهو بحكم منصبه القائد الاعلي للقوات المسلحة ورئيس المجلس الاعلي للشرطة مثله مثل رؤساء مصر السابقين ولكن اذكره ونتذكر سويا ان انحياز الجيش علي مدار تاريخه الوطني المشرف كان للشعب ومطالبه .. هذا من ناحية اما الناحية الأخري فهي الشرطة التي تعلمت الدرس من انحيازها للسلطة وكان يناير وانهيار الشرطة درسا لا يمكن ان ينساه رجال الشرطة ولن يعودوا إليه مرة اخري ، وهو الموقف الذي اعلن عنه نادي ضباط الشرطة بوضوح . وفي سطور خطابه المهم هاجم الدكتور مرسي عدداً من الاسماء سواء في الاعلام او القضاء او سياسيين ينتمون للنظام السابق ، وكنت اتمني الا يحدث ذلك لان رئيس الجمهورية اكبر بكثير من ان يهاجم اشخاصا بعينهم في خطابه، فالرئيس يوجه ويلفت ويحذر ويعنف ويتخذ موقفا ولكن لا يهاجم اشخاصا علي لسانه حتي ولو كان في اشد حالات الخلاف معهم ، لان ذلك ينتقص من قيمة الرئيس ويعلي من شأن من هاجمهم حتي ولو كان الرئيس علي صواب ، فما بالنا لو كان مخطئا في هذا الهجوم وتوقيته. والأخطر من وجهة نظري في خطاب الرئيس مرسي الاخير حالة الاستهانة بمعارضيه من الشعب حتي ولو كانوا أقلية او عددهم لا يذكر لان هذا الامر يفرق ولا يجمع لقد كانت فرصة مهمة امام الرئيس من اجل ان نجتمع تحت مظلته وان يبدد مخاوف المعارضة ويحتويهم ويجذب الشباب الذي أضحي لا يعرف غير الشارع ليعبر فيه عن رأيه ولكن ضاعت الفرصة مثلما ضاعت فرص كثيرة علي مصر منذ يناير 2011 وحتي الآن ، ولكن لا يعني ذلك ان نفقد الأمل بل علينا ان نتمسك به حتي نستطيع ان نحيا .