لن أخرج من بيتي يوم 30 يونيو .. ولن أشارك لا مع اصحاب التيار المدني الذين يرون في هذا اليوم فرصة للإطاحة بنظام الحكم .. وكما خلعوا مبارك في الموجة الاولي لثورة 25 يناير يجتمعون اليوم لخلع مرسي . كما انني لن أشارك ايضا مع أصحاب تيار الاسلام السياسي الذين يرون 30 يونيو فرصة للارتفاع بحصن الشرعية وتأكيد حكم الشعب واختياراته . نعم انا لا مع هؤلاء ولا هؤلاء الذين سيقسمون البلد قسمين يقف المواطن قبالة أخيه بعد أن زين لهم الشيطان أن ما يفعلونه هو الحق الذي تهون دماؤهم دفاعا عنه . سأبقي في بيتي الوذ بكتاب الله .. وبالقوة القاهرة الوحيدة القادرة علي التغيير والتبديل .. أبتهل اليه أن يوفقنا إلي أرشد الأعمال وأن يحقن دماء المصريين ويحمي هذا البلد من شر الفتنة الكبري التي تقسم المجتمع شطرين. لقد كان المصريون في 25 يناير علي قلب رجل واحد في مواجهة نظام فاسد وقوه غاشمة .. ولان الامة لا تجتمع علي ضلالة فقد سدد الله رمينا وحقق املنا . ولكن أنظر كيف حالنا الان ونصف الأمة تؤيد بقاء مرسي حتي يكمل فترة رئاسته . والنصف الأخر يريد رحيله فورا ! . فهل هناك انقسام ابلغ من هذا يؤدي بنا الي ما يريده اعداؤنا بنشوب حرب أهلية يقتتل فيها المصريون في مواجهة بعضهم البعض . فلمن نلجأ. . وأين طريق الخروج .. أنظروا إلي النبي "صلي الله عليه وسلم "وهو يصف حالنا الأن بالضبط لأصحابه في زمنه .. ويقول لهم " إنكم ستجدون من بعدي أثرة وأمورا تنكرونها وحكاما يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون " فقال الصحابة يسألونه : انقاتلهم يا رسول الله ( أي الحكام ) . قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم فيه من الله برهان " . فهل رأينا من حكامنا الان كفرا بواحا عندنا فيه من الله برهان . هل اغلقوا المساجد مثلا مثلما فعل احد حكام البانيا . هل بدلوا اللغه العربية مثلما فعل اتاتورك في تركيا . هل ارغموا المسلمين علي ترك دينهم مثلما فعل حكام الجمهوريات السوفيتية. هل دفعوا بنساء المسلمين للعمل في البغاء والدعارة مثلما فعل اعداء الاسلام في فيتنام . هل سمحوا لغير المسلمين القيام بعمليات تطهير عرقي مثلما حدث في البوسنة والهرسك وصربيا ؟! لا لم يحدث ذلك فكيف يستساغ الخروج علي الحاكم اليوم وخلعه وهو يقيم فينا الصلاة ويأمر بالمعروف ويجتهد في النهي عن المنكر ! لقد مات منا مصريون بالمئات من أجل بالديمقراطية والاحتكام لارادة الاغلبية فاذا بنا نحن اليوم ننقلب عن الشرعية وندعي بان الذين ادلوا باصواتهم في الصندوق هم الجهلة والأميون والمضللون ونطالب بألا يكون لهؤلاء راي يحترم أو يؤخذ به !! هل هذه قواعد جديدة للديمقراطية؟ ومن يضمن ان من سيأتي بعد مرسي لن يخرج عليه الناس بقواعد جديدة تستهدف ازاحته مثل سلفه ؟ .. ملايين المصريين سيبقون في بيوتهم يوم 30 يونيو لانهم يعتقدون ان من سينزل الي هذه المصادمة الدامية سيكون رجلا ليس في قلبه رحمة او شفقة علي هذا الشعب الذي سينقسم الي نصفين .. لقد كان يوم 25 يناير أهون بكثير رغم مخاطره .. كان الشعب في مواجهة الشرطة ثم سرعان ما تراجعت الشرطة وأنحاز الجيش للشعب لتنتصر الثورة.. ولكن من سينحاز لمن اليوم ؟ من الغالب ومن سيكون المغلوب ؟ وهل سيرضي المغلوب ؟ .. اسئلة كثيرة محيرة وكأن مصر ليس فيها قنوات ديمقراطية للتعبير عن الرأي والرأي الاخر لكي نكتفي بها حتي يحدث الله امرا .. أم ان الشارع والتمرد والعصيان أصبح هو السلاح الماضي م الأخر لن أترك بيتي يوم 30 يونيو .