أعرب الشيخ حافظ سلامة، زعيم المقاومة الشعبية في حرب أكتوبر 1973 عن تضامنه مع الشعب التونسي في انتفاضته التي أدت إلى الإطاحة بحكم الرئيس زين العابدين بن علي، معتبرا أن الانتفاضة "المباركة" أحيت الأمل في نفوس الشعوب المغلوبة على أمرها كي تنتفض على الظلم والاستبداد. وقال إن إطاحة التونسيين بنظام حكم بن علي سيدفع الشعوب الخاضعة لحكم استبادي إلى أن تفيق من غفلتها وتنهض لاسترداد حقوقها المغصوبة، وقال مخاطبًا الشعب التونسي إن "الشعوب المطحونة ستأخذ من انتفاضتكم روحًا جديدة غابت ويا للأسف عن كل الشعوب الإسلامية والعربية التى تحكم بالحديد والنار". وحذر في بيان أرسل إلى المصريون" نسخة منه الأنظمة "المستبدة" من أنهم لن يجدوا من يقف إلى جوارهم إذا ما هبت شعوبهم منتفضة عليهم، مثلما واجه بن علي مصيره وحيدًا دون أن يسانده أي من أنصاره السابقين، وقال محذرًا إياهم من أنهم "إذا لم يستقيظوا فالدائرة ستقع عليهم بلا شك" وستقوم شعوبهم بالإطاحة بهم. وجاء في نص البيان الذي حمل عنوان "ففروا إلى الله يا شعب تونس الحبيب": "والله وضعت فينا الأمل، بعد أن كان يزعزعنا إن شعب تونس الذى نهض بانتفاضتة بعد أن أُرغم على انسلاخه من التقاليد الإسلامية المورثة من كتاب ربنا وسنة نبينا صلوات الله وسلامه علينا وعمل الصحابه والأبرار من بعده، والله لقد عادت إلينا الأمال والأمانى بعد استعبادكم لهؤلاء الطغاة من الحكام على مدى نصف قرن من الصبر على هذا الطغيان، بدءًا بالمجرم المرتد الحبيب أبو رقيبة أو العدو أبو رقيبة الذى عطل فريضة الصيام في شهر رمضان وجهر أمام الشعب التونسي بالإفطار متعمدًا ليسقط فريضة الصيام بأنها معطلة للأعمال ونسي قول الله تبارك وتعالى "كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون". فتأتي هذه الانتفاضة المباركة من عون الله لكم فهنيئا، ولكن فرحتنا أن نعود إلى ما سبق ورثناه عن آبائنا وأجدادنا ألا وهو دين الإسلام الحنيف. إن الدين عند الله الإسلام ومن يبتغى غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، ياقوم عودوا إلى الله وابدءوا في تعمير بيوت الله تبارك وتعالى والله يقول (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ) التى خربتها شياطين الأنس وأعوان الصليبية العالمية والعلمنية الفاجرة، فو الله الذي أمدكم بعونه لولاه ما خطوتم خطوة واحدة، لقد بعثتم فينا الكثير من الآمال وأحييتم أممًا طال بها الظلم والطغيان خربوا بلادهم وديارهم، وأصبحت لقمة سائغة عند الأعداء، إن الشعوب المطحونه ستأخذ من انتفاضتكم روحًا جديدة غابت، ويا للأسف عن كل الشعوب الإسلامية والعربية التى تحكم بالحديد والنار، الذين بدءوا يجمعون أشلائهم ويتوعدون شعوبهم بالإصلاح ولا ندري أي إصلاح يرحب من هؤلاء الظلمة والطغاة المستبدين بأحكامهم والمغتصبين لحقوق الشعب، ماذا فعل أنصار الحزب المزعوم الحاكم بن علي هل استطاع أنصارهم التصدي للشعب عند تورطه لقد اختفوا كالجرذان داخل الثقوب والشعب يطاردهم والجبال والسهول والهروب إلى دول الجوار، أين وزير الداخلية وعصابته الذى أطلق النار على الشعب وسالت الدماء الذكية عند الله تبارك وتعالى وصدق القائل (لا تكن حلاوة بدون الشهادة فى سبيل الله) لقد آن الأوان للشعوب المغلوبة على أمرها أن تفيق من غفلتها وتنهض لاسترداد حقوقها المغصوبة.وأقول لهؤلاء المستبدين لشعوبهم إن لم يستقيظوا فالدئرة ستقع عليهم بلا شك لأن الشيطان الذى يتبعونه يحذرنا الله تبارك وتعالى من وعوده الكاذبة واتباعكم له يقول الله تبارك وتعالى "وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلاتلوموني ولوموا أنفسكم، ماأنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي، إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذابٌ أليم". فأين هي الشياطين الذى كان يعتمد عليهم زين العابدين بن علي من الأنس والجن تخلوا عنه جميعًا وأصبح طائرًا فى الجو بعد خلعه من شعبه الوفي وكل ما من كان يتبعه من هؤلاء الحكام انفضوا عنه، ولن يسمح له وهو فى الجو بأن يهبط لأراضيهم غير إيطاليا التي رأفت به وذودت الطائرة فقط بالوقود، فهكذا تكون نهاية المستبدين الظالمين من الحكام. يا ليتهم يفيقوا من غفلتهم وأعلموا أن الكلمة كلمة الشعب إذا استيقظ من رقدته وكما كان يقال تحت الرماد نار والله تبارك وتعالى يقول "إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا" ولن يغلب العسر يسرًا. نصحيتى لأبنائي وإخواني من الشعب التونسى الحبيب أن ينتهزوا هذه الفرصة التي أتاحها الله لهم ونصرهم على أعداءهم، وبعد أن ذاقوا مرارة الاستبداد والخروج عن طاعة الله تبارك وتعالى ورسوله أن يحكموا فيهم كتاب الله وسنة رسوله ليسعدوا بخيري الدنيا والأخرة والله يوفقكم".