نصادف في حياتنا شخصيات نحار فيها، لا أقصد بذلك الحيرة في كونها شخصيات سوية أو مريضة وإنما في قدرة هؤلاء الاشخاص علي إستقبال كل شئ ببرود شديد مهما كانت قسوته أو مرارته، أنهم هؤلاء الاشخاص الذين نتعجب لسمك جلودهم وجمود إحساسهم! لا أقصد شخصاً معينا ولكنني أتوقف كثيراً أمام أسماء تواجه الشتائم بضحكة، والسباب بلا مبالاه، والتريقة ببساطة، كما لا يعنيها أن تواجه في اليوم ألف إتهام وقذف في الذمة والنزاهة وحسن القول والصلاحية في أداء الاعمال، وأتعجب وأتساءل : هل ذلك نوع من الحلم، ورحابة الصدر، ورجاحة العقل ؟! . وأقول بصراحة لأي رجل من هذه العينة أرجوك قليلاً من الدم، وبعضا من الحياء، وقد قالوا لنا امس واليوم وسيقولنها لنا غداَ وعلي مر كل الاجيال : إذا لم تستح فافعل ماشئت! أنا عن نفسي أحب الذين إذا مروا علي اللغو، مروا كراما، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، ويختلف الوضع إذا كانت الاتهامات من العقلاء والشكوك من الشرفاء، ويقول لنا المثل الانجليزي : إذا أقسم سبعة علي أنك سكران، فالاجدر بك أن تترنح! ويبقي السؤال : متي يترنح هؤلاء ؟! .