الاعتراضات علي وزير الثقافة الجديد سبقت دخوله مكتبه.. وقبل ان يؤدي القسم امام رئيس الجمهورية.. الاعتراضات علي اختيار شخصه وزيرا لثقافة مصر.. كانت مدعاة له.. للتأمل والتأني.. والتدبير والتفكير.. وان يجتهد ان يثبت للمعترضين انه الاكفأ والاجدر، وان اختياره كان تطبيعا.. موضوعيا لمعيار الاختيار للكفاءة. ولكن الوزير بقراراته المتسارعة وآرائه الوهمية الصادمة.. ومذبحة التغييرات لقيادات الوزارة.. أكد ان اختياره جاء لاسباب اخري ليس من بينها الكفاءة.. ولذلك اجتهد الوزير في التخلص من كل قيادات الوزارة اصحاب الكفاءة والمقدرة والمعرفة والنجاح في عملهم.. حتي لا يشعر بعقدة في أداء عمله وانه الاقل كفاءة منهم.. وحتي تتاح له الفرصة لاختيار قيادات جديدة يعرفها جيدا.. إما للولاء له، او اقل كفاءة منه.. او التمسح بأن تثبت التجربة قدرته ونجاحه.. بأنه كان صائبا وصاحب الفضل في اختياره. لذلك لم يكن غريبا ان تستمر الاعتصامات والاضرابات والمظاهرات في كل مواقع مصر الثقافية.. ولم يكن غريبا ان يدس كل من هب ودب من خارج الوزارة أنفه في أدق الأعمال والفتوي فيها.. تخيلوا انها وزارة تموين لتوزيع المواد الاستهلاكية او وزارة اسكان لتوزيع الوحدات السكنية.. وليست وزارة ابداع وفن ورقي بالروح والذوق.. اصبح كل من قرأ كتابا او شاهد فيلما من كبار الشخصيات الثقافية التي تفتي في ارقي فنون الروح والابداع. يبدو أن ما يحدث في الثقافة المصرية.. وما يقوم به وزير الثقافة الجديد.. ما هو إلا جزء قليل من حالة الهم التي يعيشها البلد.. وحالة الظلام الحالك التي تستهدف صميم هوية وثقافة المصري؟!